بحث حول السراخس
السرخس (Frens) أحد أقدم الكائنات الحية إن لم تكن أقدمها، تعود أحفوراتها إلى العصر الكربوني (ما قبل عصر الديناصورات)، أي إلى ما يصل إلى 393 مليون سنة، على الرغم من أن معظم الأنواع القديمة قد انقرضت، أما الأنواع الأحدث فيصل عمرها إلى 70 مليون سنة، فما هي السراخس؟ وما الذي يميزها عن سائر النباتات؟ لنتعرف في هذا المقال.
السرخس وتطوره وتصنيفه
السراخس هي نباتات وعائية غير مزهرة، تتبع صف النباتات الوعائية اللازهرية (Polypodiopsida)، وتأتي في المرتبة الثانية في التنوع بعد النباتات المزهرة نظرًا لعمرها الطويل، فتحتوي على ما يقارب 1050 نوع معروف، بالإضافة لأنواع أخرى لم يستطع الإنسان استكشافها بعد في بعض المناطق الاستوائية.
ساعدت الأحفورات على تتبع مسيرة حياة السرخس منذ سنين ملايين مرّت، وصولًا إلى العصر الكربوني، أما الأنواع الحالية فتعود إلى العصر الطباشيري، وصنّفها العلماء تحت قسم Pteridophyta، وقُسِّمت إلى أربعة صفوف هي:
تشابه النباتات المزهرة في الهيكل والتغذية الذاتية، ولكنها تختلف عنها بدورة الحياة والتكاثر، إذ يتكاثر السرخس بالأبواغ. تتنوع السراخس بأشكالها وأحجامها باختلاف أنواعها، فتتراوح بين عدة ميللمترات في النباتات الغشائية الدقيقة، إلى 20 مترًا في بعض الأنواع الشجرية، ويمكنها العيش على الأرض من المناطق الاستوائية وحتى القطبين، ولكنها عمومًا تفضل المناطق الدافئة الرطبة والظليلة، وتندر في المناطق الباردة والجافة.
هيكل السراخس
تتشابه جميع السرخسيات في بنيتها وهيكلها، فهي تتألف من الأقسام الرئيسية التالية: الجذمور والسعف والتركيبات التناسلية أو ما يدعى بسبورانجيا (sporangia) .
الجذمور
وهو الساق أو الجذع الذي يحمل النبات، وله عدة أنواع:
- الجذمور المستقيم، وهو على درجة من المتانة والصلابة بحيث يستطيع حمل مجموعة من السعف، وأكثر ما نشاهده في السرخس الملك، أو تاج السراخس.
- الجذمور الأفقي الزاحف الذي يمتد على سطح الأرض أو تحتها، أو يتسلق الأشجار، ونجده في لسان كلب الصيد أو سراخس الخيط.
- الجذمور العمودي، يشكل ساقًا قصيرة أو طويلة، ونلاحظه في السرخس الفضي.
السعف
أو الأوراق، تشابه أوراق النباتات الزهرية في التركيب والوظيفة، فهي تتألف من ساق تتوسط الورقة، والتي قد تكون إما بسيطة غير مقسمة، أو مقسمة إلى أقسام مختلفة، تتشكل بداية من الجذمور على شكل لفائف صغيرة، تتفتح عند نضج السراخس، لتقوم بأحد وظيفتين، إما التركيب الضوئي، أو التكاثر.
بنيات التكاثر أو السبورانجيا
هي أكياس من الأبواغ المتجمعة في عناقيد تدعى Sori، على الجانب السفلي لبعض السعف، بألوان مختلفة منها البني أو الأسود أو البرتقالي، بعضها وليس جميعها، تدعى بالسعف الخصبة.
دورة حياة السراخس
تختلف دورة حياة السراخس عن النباتات الوعائية التي تتكاثر بالبذور، في حين تتعاقب الأجيال على السرخس الذي يمرّ في طورين منفصلين هما الطور المشيجي ( أحادي الصيغة الصبغية) والطور البوغي (ثنائي الصيغة الصبغية)، بخلاف النباتات العارية البذور وكأسيات البذور، فتمر دورة حياته بالمراحل التالية:
- يبدأ الطور البوغي بتكوين عنقود الأبواغ الأحادية الصيغة الصبغية بالانقسام المنصف.
- يتطور البوغ وينمو بالانقسام الخلوي إلى ما يسمى بروتالوس (prothallus) وهو الطور المشيجي الذي يأخذ شكل ورقةٍ قلبيةٍ، يتراوح عرضها بين ٢_٥ مم، وتنمو أسفل منه شعيرات شبيهة بالجذور، بالإضافة للأعضاء التناسلية.
- في الطور المشيجي تتشكل الأمشاج وهي الحيوانات المنوية ذات السياط والبويضات غير الملقحة على الوجه السفلي للبروتالوس ذاته.
- تساعد السياط على حركة الحيوان المنوي باتجاه البويضة ليلقحها، فتتشكل المشيجة أو الزيجوت ثنائي الصيغة الصبغية، وتبقى متصلة بالبروتالوس.
- تنمو الزيجوت بالانقسام الخلوي إلى نبات بوغي هو السرخس.
زراعة ورعاية السراخس
تعد نباتات السراخس من الأنواع السهلة الزراعة، ويمكننا الحفاظ عليها كنباتات منزلية بجهد بسيط، وإتباع الإرشادات التالية:
- الحفاظ على الترطيب الدائم: البيئة المفضلة للسرخس هي البيئة مرتفعة الرطوبة، ونادرًا ما تستطيع مقاومة الجفاف، فعليك بالمبادرة لريها وبخها بالرذاذ عندما تبدأ سعفها بالتحول إلى اللون البني، وعندما تبدأ بالتساقط، مع مراعاة حماية الجذور من التعفن نتيجة الرطوبة الزائدة.
- توفير ضوء وافر: ربما لا تفضل السرخس الإضاءة المباشرة لأشعة الشمس، لكنها تحتاجه وقادرة على التكيف مع الإضاءة المنخفضة، لذلك لابد من توفير كمية ضوء كافية، فإذا تحولت السعف إلى اللون الأصفر فإنها لا تأخذ ما يكفيها من الضوء، أما إن تحولت إلى اللون البني فقد تعرضت إلى ضوء مباشر لمدة طويلة، فاحرص على وضعها في غرفة ذات نوافذ مفتوحة، أو استخدم إضاءة الفلورسنت.
- إطعام السرخس: كسائر النباتات الأخرى، يحتاج السرخس إلى غذاءٍ مستمرٍّ من المواد الغذائية العضوية السهلة التحلل، لذلك بجب استخدام الأسمدة بكميات مناسبة خلال موسم النمو، كالأسمدة السائلة المخففة، أو الأسمدة الحبيبية، التي تحرر كميات محددة ومدروسة من العناصر الغذائية في التربة.