معلومات عن كربلاء

مجد الشيخ
مجد الشيخ

تم التدقيق بواسطة: فريق أراجيك

كربلاء، المدينة العراقية المقدسة والتي تحوي مرقد الإمام الشهيد الحسين بن علي، ومقصد الحج للمسلمين الشيعة مرتين من كل عامٍ. لنتعرف في مقالنا التالي على مدينة كربلاء، لماذا سُميت بهذا الاسم، وبعض المعلومات عن كربلاء.


مدينة كربلاء

هي إحدى المدن المقدسة مثل مكة وبيت لحم وغيرها من المدن المقدسة الأخرى، تقع على بعد حوالي 105 كم في الجنوب الغربي للعاصمة العراقية بغداد في إحدى واحات الصحراء العراقية، تحيط بها الخضار من جميع النواحي من بساتين الفاكهة المتنوعة والنخيل. تقسم المدينة إلى قسمين: القسم المقدس الذي يحوي الأضرحة المقدسة، والقسم القديم الذي يحوي الأسواق والأماكن التجارية والمباني الحكومية، تحوي المدينة على عددٍ كبيرٍ من المساجد والمدارس الدينية، إذ يفوق عدد المساجد فيها المائة مسجد بينما المدارس الدينية تزيد عن 23 مدرسةً..


سبب تسمية كربلاء بهذا الاسم

يرى بعض الباحثين أن الاسم يعني (القرب من الله)، والذي يعود إلى الأصول البابلية القديمة لكن بعضهم الآخر رأى أن كربلاء جاءت من الكلمة البابلية (كور بابل) التي تعني (المدن أو القرى البابلية القديمة)، والتي تضم نينوى وعقر بابل والنواويس والحير التي تعرف في يومنا هذا بالحائر، والتي تعني باللغة العربية المكان الذي لا يدخله الماء، وذلك يعود إلى عدم دخول الماء إلى قبر الإمام الحسين المقدس عندما أمر المتوكل العباسي بإغراق القبر وتدميره.

يُعتقد أيضًا ان أصل كلمة كربلاء (Karbala) هو آشوري، من المقطعين كرب (Karb) والذي يعني الحرم وإيل (Ail) الذي يعني الله، تشكّلان معًا كلمة (حرم الله)، بينما يرى بعض المؤرخين أنها تعود إلى أصولٍ فارسيةٍ ومكونة من المقطعين كار (Kaar) والتي تعني العمل، وبالا (Bolo) والتي تعني الأعلى، لتشكلان معًا كلمة هي (العمل الأعلى).

لكن يمكن أن يكون الاسم مشتقًا من الكلمة العربية (الكربة) التي تعني الأرض الناعمة الرخوة التي تتميز بها كربلاء، والتي سهلت عليها زراعة الكثير من الأنواع، ويمكن أن تكون استمدت تسميتها من كلمة (الكربل) وهو أحد أنواع النباتات ويُسمى الحمّيض الخشبي، والذي ينمو فيها بكثرةٍ..


قُدسيّة مدينة كربلاء (معركة كربلاء)

تستمد المدينة قدسيتها لاحتوائها على مرقد الإمام الشهيد الحسين بن علي الذي استشهد في عام 680، في معركة كربلاء التي تعرف باسم واقعة الطف، التي حدثت في العاشر من محرم من عام 61 هجري، هي معركةٌ بين الإمام الحسين (نجل الإمام علي بن أبي طالب وحفيد النبي محمد) ورفاقه، ويزيد بن معاوية الذي خلف والده معاوية بن أبي سفيان في الخلافة مناقضًا مبدأ الشورى الذي كان متفق عليه في الخلافة أنذاك، سعى يزيد لإضفاء الشرعية لحكمه من خلال الاتفاق مع الحسين بن علي على أن يبايعه خليفة للمسلمين الذي رفض ذلك، وهاجر من المدينة إلى مكة واعتصم بها لينتقل بعدها إلى الكوفة بعد مطالبة مؤيديه منه ذلك لمبايعته على الخلافة.

علم يزيد بما يخطط له أهل الكوفة فأرسل لهم عبيد الله لضبط الأمان والنظام فيها، لكن مع وصول الحسين بن علي إلى الكوفة في العاشر من تشرين الأول، تفاجأ بجيشٍ كبيرٍ بقيادة عمر بن سعيد، يزيد عن 4 آلاف مقاتلٍ بينما هو ومن معه ربما لا يزيدون عن 72 مقاتلًا، لتوقد نار الحرب بعد عدم قبول الحسين مطالب بن سعيد بمبايعة يزيد على الخلافة، اعتمد الحسين على الدعم من قبل أتباعه الكوفيين لكنه لم يكن متأكدًا من ذلك، فقُتل هو وجميع أفراد أسرته وأتباعه تقريبًا، وتم تشويه جثث القتلى الأمر الذي زاد من غضب الأجيال القادمة من المسلمين الشيعة لما يسمونهم بقتلة علي.

يقوم الشيعة في أيامنا هذه بالحج إلى مرقده مرتين، في اليوم العاشر من شهر محرم الذي يعرف باسم يوم عاشوراء، وبعد 40 يومًا في بداية شهر صفر، ويؤدون طقوس دينية يطلق عليها اسم التعزيات..


التجارة والاقتصاد في كربلاء

تجني المدينة أرباحها من السياحة الدينية إذ يتدفق أكثر من 15 مليون زائرٍ سنويًّا إلى المدينة خلال فترة الأعياد الدينية، الأمر الذي يزيد من تجارة بائعي الشوارع الذين يقدمون مختلف أنواع الطعام، بالإضافة إلى بيع بعض المقتنيات والأشياء التي يحتاج إليها الحجاج مثل الأعلام، والمخطوطات الدينية، والمسابح، أو بعض الهدايا التذكارية أو الألعاب التي يشتريها الحجاج بالرغم من توفرها في بلادهم، إلا أنهم يأخذونها من كربلاء لاعتقادهم بأنها مباركةٌ أو تجلب الحظ..

هل أعجبك المقال؟