معلومات عن نبات القراص

شادن سليم
شادن سليم

تم التدقيق بواسطة: فريق أراجيك

يُعرف نبات القراص باللسعات التي يخلفها في أجسامنا لدى ملامسته، لكن لا تتسرع في الحكم عليه، فهو يخفي وراء تلك اللسعة فوائدَ لا تعد ولا تحصى. سنتعرف في هذا المقال على نبات القراص المتعدد الاستعمالات ذو القيمة الغذائية المرتفعة.


الوصف النباتي

يُعد جنس نبات القراص (Urtica)، من النباتات العشبية المعمرة والتي تنتمي إلى العائلة القراصية (Urticaceae)، تضم حوالي 46 نوعًا أهمها القراص الكبير اللاذع (Urtica Dioica)، والقراص الصغير (Urtica Urens). تنتشر أنواع القراص في أنحاءَ مختلفةٍ من أوروبا وأمريكا الشمالية، وشمال أفريقيا وأجزاء من آسيا.

ينمو نبات القراص حتى ارتفاع 2 م، أوراقه بيضوية الشكل، مسننة الحواف ومتقابلة، تكسو الأوراق اليانعة والساق شعيراتٌ لاذعةٌ، والتي تعد من أهم مزايا هذا النبات، باستثناء أحد أنواعه (Urtica Galeopsifolia). الجذور صفراء اللون، والأزهار صغيرة الحجم، لها أربع بتلاتٍ بيضاءَ مُخضرّة، تتوضع في مجموعاتٍ كثيفةٍ في النورات الممتدة نحو قمة الساق.

نبات القراص - القراص اللاذع (Urtica Dioica)

القراص اللاذع (Urtica Dioica)

تسمية القراص

من تسميات نبات القراص الشائعة (Nettle)، المشتقة من (Noedl)، باللغة الأنجلوسكسونية (الإنكليزية القديمة)، وتعني (الإبرة)، كما جاءت التسمية اللاتينية (Urtica) بمعنى (يحرق)، وذلك في إشارةٍ إلى التأثير اللاذع والطفح الجلدي الناتج عن الشعيرات الصغيرة، والتي تكسو الساق والأوراق، لدى ملامستها الجلد.

 يُطلق على هذه الشعيرات (Trichomes)، تكاد تكون غير مرئيةٍ بالعين المجردة، عند تماسها مع الجلد، تحقن فيه مادة تضم مزيجًا من المركبات منها حمض الفورميك (Formic Acid)، والهستامين (Histamine)، والأستيل كولين (Acetylcholine)، والسيروتونين (Serotonin)، المسؤولة جميعها عن الحكة وتهيج الجلد، والذي قد يستمر لمدةٍ تصل حتى 12 ساعةً.

شعيرات نبات القراص

شعيرات نبات القراص

 القيمة الغذائية لأوراق نبات القراص

  • يختلف التركيب الكيميائي لأوراق نبات القراص تبعًا لعدة عواملَ منها النوع، والمناخ، والتربة، والمرحلة الخضرية، ووقت الحصاد، وطول مدة التخزين، ويحتوي مسحوق أوراق نبات القراص وسطيًّا على ​​30% من البروتينات، 4% دهون، و40% مركباتٍ غير نيتروجينيةٍ، و10% ألياف، و15% رماد.
  • كما أكدت العديد من الدراسات على غنى أوراق القراص بالعديد من المركبات الفعّالة بيولوجيًّا، فهي تحتوي على التربينويدات (Terpenoids)، والكاروتينيدات (Carotenoids) بما فيها البيتا كاروتين (β-Carotene)، والنيوكسانثين (Neoxanthin)، والفيولاكسانثين (Violaxanthin)، واللوتين (Lutein)، والليكوبين (Lycopene)، والعديد من المركبات البوليفينولية (Polyphenolic Compounds)، بما فبها التانينات (Tannins)، الستيرولات (Sterols)، والأحماض الأمينية الأساسية، بالإضافة إلى تركيزاتٍ مرتفعةٍ من المعادن وأهمها الحديد والسيلينيوم والزنك والمغنزيوم.
  • يُعد القراص مصدرًا غنيًّا بالكلوروفيل، فأوراقه تحوي على حوالي 4.8 ملغ/ غ كلوروفيل مادة جافة، كما تضم العديد من  الفيتامينات (A وC وD وE، وF وK وP)، ومجموعة فيتامين B.

أهم استعمالات وفوائد نبات القراص

  • يُعد نبات القراص من أكثر النباتات الطبية استخدامًا في العالم، له العديد من الاستخدامات في الطب الشعبي كمنقيٍّ للدم، ومقويٍّ للجسم، ومدرٍّ للبول، ومضادٍّ للالتهاب، وفي علاج حمى القش، والتهاب المفاصل، وفقر الدم، وبعض المشكلات الجلدية ومن أهمها الأكزيما.
  • تُعد أوراق نبات القراص إضافةً مفيدةً للغذاء، نظرًا لغناها بالمغذيات المتنوعة، يتطلب الاستخدام الآمن للأوراق تجفيفها أو إضافة الماء الساخن لها ونقعها لتجنب التأثير اللاذع، حيث يتم بذلك تعطيل تأثير حمض الفورميك.  
  • يستخدم النبات بأكمله لاستخلاص الكلوروفيل، والذي يستخدم كمادةٍ ملوّنةٍ ذات لونٍ أخضر (E140) في العديد من الصناعات الدوائية والغذائية.
  • تُستخدم أوراق القراص الناضجة في إنتاج جبن الكورنيش (Cornish)، وهو من الأجبان نصف القاسية، حيث يتم تغليف قوالب الجبن المُصنعة بهذه الأوراق، والتي تعمل على تغيير حموضة السطح الخارجي لقوالب الجبن، وإنضاجها، وبمرور الوقت، تبدأ الخثارة بالتفتت وتصبح أشد طراوةً، كما تستخدم أوراق القراص كعاملٍ مساعدٍ في تخثر الحليب، لصناعة الأجبان الطازجة.

.

جبن الكورنيش (Cornish)

جبن الكورنيش (Cornish)
  • استُخدمت ساق نبات القراص الغنية بالألياف في صناعة المنسوجات منذ القدم، زُرع على نطاقٍ واسعٍ لأغراضٍ صناعيةٍ في أوروبا خلال القرنين التاسع عشر والعشرين حتى الحرب العالمية الثانية.
  • يساهم نبات القراص في الحفاظ على التنوع الحيوي لمجموعة الحيوانات اللافقارية، ويستفيد منه حوالي 100 نوعٍ من الحشرات:
    • تتغذى عليها العديد من الفراشات، يرقات العثة.
    • تتغذى الخنافس المنقطة (الدعسوقيات)، على حشرات المَنّ التي تستوطن القراص.
    • تُعد بذور القراص مصدرًا غذائيًّا هامًّا للطيور.

.

  • يُعد نبات القراص إضافةً غنيةً بالمغذيات للسماد والغطاء العضوي (المهاد)، نظرًا لانتمائه إلى مجموعةٍ من النباتات تُعرف بـ “المركمات الديناميكية”، والتي تمتاز بقدرتها على امتصاص العناصر الغذائية والمعادن من التربة بسهولةٍ، ثم تخزنها بتراكيزَ مرتفعةٍ في أوراقها، وبأشكالٍ متاحةٍ بيولوجيًّا بحيث تسمح للنباتات الأخرى الاستفادة منها.

.

هل أعجبك المقال؟