خطأ فادح أم تسهيل؟.. الاندماج النووي وكيف فسّره الدحيح!🔍❌

الاندماج النووي هو عملية فريدة تحدث في قلب النجوم. إذ تبدأ العملية عندما تحاول ذرتي هيدروجين الاقتراب من بعضهما البعض، لكنها خطوة صعبة جدًا بسبب قوة الرفض بينهما؛ فكل ذرة تسعى لدفع الأخرى بعيدًا. ومع ذلك، إذا تمكنا من تغليب القوات المساعدة على قوة الرفض وجعل الذرتين تقتربان بما فيه الكفاية، فإنهما ستتحدان لتكونا ذرة واحدة من الهيليوم. هذا الاندماج يحرر جزءًا صغيرًا من الكتلة في شكل طاقة، وهذه الطاقة هي التي تمنح النجوم لمعانها وحرارتها الشديدة.

قد تكون مهمة تحقيق الاندماج النووي على الأرض عملية صعبة أو شبه مستحيلة للأسباب التالية:

إذا كنت من محبي البرامج العلمية كبرنامج الدحيح فلابد أنك تابعت حلقته الخاصة بالاندماج النووي وما ترتب عليها من انتقادات وتساؤلات حول مصداقية الأفكار المطروحة، بالطبع نحن لن نستعرض محتوى الحلقة بل سننوه للفكرة الرئيسية التي سببت كل ذلك اللغط.

"القوة القوية أوي" هذه هي العبارة التي استعان بها الدحيح لشرح ظاهرة الاندماج النووي، ولتقريب فكرة الحاجة لوجود قوة قوية جدا ترغم البروتونات الموجبة الموجودة داخل نواة الذرة على الاقتراب من بعضها البعض بشكل كبير، متجاوزةً بذلك حاجز كولومب. ولكن ما هو أساساً حاجز كولومب وما هي القوة النووية القوية؟  الحاجز الكولومبي والقوة النووية القوية هما اثنين من المفاهيم الأساسية في الفيزياء النووية، لكن لديهما وظائف وأثر مختلفين في الذرات والنواة الذرية. سنشرح الفرق بينهما.

يشير حاجز كولومب إلى التأثير التنافري بين الشحنات المتشابهة داخل النواة الذرية، وتحديداً بين البروتونات. يعيق هذا التأثير التنافري عملية الاندماج النووي، إذ يجب تطبيق طاقة تجاوز هذا الحاجز للتمكن من عملية الاندماج. من ناحية أخرى، القوة النووية القوية هي القوة التي تعمل على جذب البروتونات والنيوترونات داخل النواة، بغض النظر عن التأثير التنافري بسبب الشحنات الموجبة للبروتونات. بالتالي، لحدوث الاندماج النووي، يجب أن تكون الطاقة المطبقة أكبر من طاقة حاجز كولومب وليس فقط من القوة النووية القوية، والتي أطلق عليها الدحيح اسم "القوة القوية أوي"، مما يوضح الخطأ الذي ذكر في البرنامج.

تمثل برامج التلفاز العلمية مصدراً هاماً في نقل المعرفة وتعزيز الوعي العلمي بين الجمهور، وذلك من خلال تحفيز الاهتمام بالعلوم وشرح المفاهيم المعقدة بطريقة سلسة ومسلية. هذا الأسلوب الجذاب يلهم المشاهدين وخاصة الشباب منهم، لاكتشاف مجالات العلم والتكنولوجيا بشكل أكبر. 

ومع ذلك، قد تواجه بعض البرامج الجماهيرية مثل "الدحيح" خطر نقل معلومة غير دقيقة أو مغلوطة بسبب التسهيلات التي قد تتبع لجعل المحتوى أكثر ترفيهًا. وفي هذا السياق، يتحمل صناع هذه البرامج مسؤولية كبيرة في التأكد من دقة المعلومات المقدمة، لأن تأثيرهم على الجمهور واسع وعميق. لذلك، من الضروري أن يكون للمشاهد نظرة نقدية وأن يتحقق من المعلومات المقدمة قبل اعتمادها كحقائق.

إضافة إلى ذلك، يمكن للبرامج تقديم مصادر المعلومات التي استندت إليها خلال الحلقة، لتشجيع المشاهدين على البحث والتحقق بأنفسهم. وأخيرًا، يكون من الحكمة استقبال الانتقادات والتعليقات من الجمهور والتعامل معها بشكل إيجابي، فالتفاعل الجيد يعزز الثقة ويساهم في تحسين جودة المحتوى بشكل مستمر.

يرافق معظم التطورات والاكتشافات العلمية الحديثة تمنيات وآمال تكون أقرب للأوهام أحيانا عند اعتقادنا بأنها ستحل مشاكلنا الكثيرة والكبيرة ومن المفاهيم الخاطئة والشائعة التي واجهها الاندماج النووي ما يلي:

خطأ شائع، فالانفجار النووي يتعلق بانفجار الذرات النووية بواسطة تفاعلات تقسيم الذرات (الانشطار النووي)، بينما الاندماج النووي يتعلق بالتحول من ذرات خفيفة (الهيدروجين)إلى ذرة أثقل (الهيليوم) عن طريق دمج النواة.

 حتى الآن، لم يتم تحقيق جدوى اقتصادية في استخدام الاندماج النووي لتوليد الكهرباء على نطاق واسع. الأبحاث مستمرة لاستكشاف هذا المجال، ولكن هناك تحديات هندسية وتقنية كبيرة.

على الرغم من أن الاندماج النووي لا ينتج عنه نفايات نووية على نفس النحو الذي يحدث في الانشطار النووي، إلا أنه ينتج نفايات نووية يمكن التعامل معها. وتقليل أخطارها.

على الرغم من كميات الطاقة الكبيرة التي يمكنه تأمينها، إلا أنه ليس لديه حلاً فورياً لجميع مشاكل الطاقة في المستقبل. إنه يواجه تحديات تقنية واقتصادية، وربما يتطلب وقتاً طويلاً لتحقيق استخدامه على نطاق واسع.