هل وصول الإنسان إلى القمر مجرد خدعة ؟ .. الحقيقة الكاملة خلف هذه القصة
7 د
استعرضنا في الجزء الأول من تلك السلسلة الشيقة "هل وصل الإنسان حقًا إلى القمر؟ الأدلة التي تُثبت ذلك" أن الآراء انقسمت حول وصول الإنسان إلى سطح القمر ما بين مؤيد ومعارض، وما بين مصدق ومكذب للقصة، واستعرضنا كل الأدلة والبراهين العلمية أن وصول الإنسان إلى التابع الصغير لكوكب الأرض هو حقيقة لا تقبل الجدل أو النقاش. صحيح؟ حسنًا مهلًا.
يوجد جانب آخر للقصة، إذ يوجد أدلة دامغة طرحها علماء فلكيون محترمون لهم قيمتهم العلمية، هذه الأدلة تصر على أن رواية "خطوة صغيرة لإنسان، وثبة عملاقة للبشرية" لا تعدو كونها مسلسلًا أمريكيًا آخر من مسلسلات الخيال العلمي. إذا لم تصدق عزيزي القاري، فتعال نستعرض تلك الأدلة:
ثانيا : براهين تؤكد أن وصول الإنسان إلى القمر هو مجرد أكذوبة ولم تحدث حقا :
أولى هذه النظريات الرافضة لفكرة هبوط الإنسان على سطح القمر عام 1969 نشرها بيل كايسينغ Bill Kaysing في كتاب بعنوان "لم نذهب أبدا إلى القمر" (We Never Went to the Moon)، نُشر الكتاب في عام 1974 ويُعد كتاب بيل حجر الزاوية لكل النظريات التالية الرافضة لفكرة هبوط الإنسان على سطح القمر.
بيل كايسينغ ضابط البحرية الأمريكي السابق والحاصل على بكالوريوس الآداب نَشر هذا الكتاب بالتعاون مع كاتب تقني يدعى راندي ريد Randy Reid كان يعمل من قبل في شركة روكيتداين، وهي الشركة المصنعة لمحركات صاروخ ساتورن 5 الذي حمل مركبة أبولو إلى القمر كما تدعي ناسا.
يصر كل من بيل و راندي على أن عمليات الهبوط على القمر صٌورت بالكامل في استوديو إنتاج في المنطقة نيفادا 51، بل وتوجد فقرة في الكتاب تقول بالنص على لسان راندي:" بعد أن رأيت المئات من عمليات إطلاق الصواريخ عندما كنت أعمل لدى روكيتداين ، أعرف أن مركبة الهبوط على سطح القمر كانت ستخلق فوهة هائلة على سطحه لدرجة أن المركبة القمرية بأكملها قد تغرق فيها".
وأضاف كايسينغ أنه ليس فقط يجب أن تكون هناك حفرة حيث هبطت المركبة الفضائية، ولكن الغبار كان سينفجر وينتشر في كل مكان، أضف إلى ذلك أن أي مركبة سواء سفينة فضاء أو صاروخ تريد الانطلاق من الأرض إلى عموم الفضاء، فإنها تحتاج قبل الإطلاق إلى بنية تحتية متخصصة وفريق عمل ضخم يصل في بعض الأحيان إلى الآلاف من الأشخاص المتخصصين.
ولكن أين هذه البنية التحتية على سطح القمر عندما انطلقت المركبة الفضائية عائدة إلى الأرض؟ وكيف تمكنت الولايات المتحدة بمعجزة ما من تنفيذ هذه العملية دون تدخل أي فريق لمتابعة عملية العودة؟ فقط تخيل أن أول رحلات أبولو انطلقت في عام 1969 في وقت لم تكن تكنولوجيا الفضاء و السفر كما هو الحال حاليًا.
بالإضافة إلى كتاب "لم نذهب أبدا إلى القمر"، وضع العديد من علماء الفلك براهين أخرى تؤكد وجهة النظر التي تفيد بأن وصول نيل أرمسترونغ على سطح القمر هو تزييف كامل للواقع، ويزعم هؤلاء العلماء أن صاروخ ساتورن 5 انطلق بالفعل من مركز كينيدي للفضاء وابتعد عنه في يوليو (تموز) 1969، ولكن مسارها لم يكن سوى الدوران حول كوكب الأرض.
ومن هذه البراهين:
1 - العلم الأمريكي يرفرف
علميًا لا توجد رياح على سطح القمر، ولا يوجد غلاف جوي، بينما أظهرت الصور المُلتقطة للرحلة أن العلم الأمريكي يرفرف بمنتهى النشاط، كما لو كانت هناك رياح عاصفة موجودة على سطح القمر.
2- وجود الظلال في اتجاهات مختلفة
من المفترض أن مصدر الإضاءة الوحيدة على القمر هو الشمس، العلماء أصحاب نظرية عدم هبوط الإنسان على القمر أثبتوا وجود ظلال للأجسام في اتجاهات مختلفة وفي اللحظة نفسها، مما يثبت وجود العديد من مصادر الضوء.
3- فقر الإمكانيات التقنية
يعتقد هؤلاء العلماء أن الإمكانيات التقنية الموجودة وقتها لا تسمح بالوصول إلى القمر بدليل عجز ناسا عن تكرار الحدث بعد أربعين عامًا على الرغم من التطورات الهائلة في مجال التكنولوجيا، ناهيك عن رحلة العودة المستحيلة كما ذكرنا سابقًا.
4- عدم حدوث أي إصابات أو تلوث
إذا كان رواد فضاء أبولو قد سافروا بالفعل إلى القمر لكان قد تأثروا بشدة من الإشعاع الفضائي المميت، وأقر العلماء بوجود طبقة من موجات Van Allen radiation إضافة إلى طبقة سميكة من الإشعاع الذري حول القمر مما يجعل اختراق الإنسان لهذه الطبقة دون الإصابة بالسرطان، أو حتى تقرحات جلدية أمرًا صعب التصديق، بينما رواد الفضاء لأبوللو 11 عادوا إلى الأرض ولم يصب أحدهم بأي أذى.
5- المنطقة المجهولة:
يعتقد هؤلاء العلماء أن مسرح هذه العملية من أولها لآخرها في صحراء نيفادا، في منطقة عسكرية حساسة تسمى المنطقة 51، حتى تاريخ اليوم مُنع أي شخص من الاقتراب من هذا المكان، ورجح البعض أن طبيعة المكان تكاد تكون مشابهة لما جاء بصور رحلات ابولو.
6- أين النجوم؟
الفضاء مليء بالنجوم في كل مكان، كما سيخبرك أي طفل في العاشرة من عمره، المدهش أن كل الصور التي بثتها ناسا لاحقًا لرحلات أبولو خلت من أي نجمة واحدة حتى، فلماذا لم تظهر النجوم في الصور الملتقطة على القمر؟
ادّعى عالم الفضاء الفرنسي Philippe L'heureux في كتابه" أضواء على القمر" أو "Lights on the Moon" أن وكالة ناسا التقطت الصور المزيفة لهبوط الإنسان على القمر في 1969 في أثناء التدريب على رحلات أبولو في صحراء نيفادا.
بني فيليب وجهة نظره على أنه إذا كان نيل آرمسترونغ قد قال إن هبوط المركبة الفضائية على سطح القمر قد تسبب في حدوث الكثير من الغبار فكيف تظهر الصور أن مركبة الفضاء التي وصلت إلى القمر كانت خالية تمامًا من أي آثار للغبار؟
في النهاية، لنضع وجهتي النظر جانبًا و نبدأ بالتحليل العلمي ومهارات التفكير النقدي للأمر برمته، كما قال البروفيسور أنو أوجا Anu Ojha، مدير الاكتشاف بمركز الفضاء الوطني البريطاني في محاضرة ألقاها عام 2019 في متحف غرينتش الملكي بلندن.
أنو قال نصا:" أن الأداة الوحيدة التي لدينا لحسم الجدل حول هبوط الإنسان على سطح القمر من عدمه هي مهارات التفكير النقدي التي نحاول تطويرها كعلماء".
إذن كيف يمكن للعلم أن يساعد على حسم جدل الهبوط على القمر؟
فند البروفيسور أنو أوجا في محاضرته وآخرون غيره من علماء التحليل النقدي الكثير من الشائعات حول السفر إلى القمر بالتحليل العلمي المتميز، فدعونا نبدأ التفكير العملي ونحلل ثلاث نقاط فقط من نقاط اتهامات استحالة وصول الإنسان إلى القمر:
بالنسبة إلى قضية العلم الذي يرفرف بحماس دون وجود غلاف جوي على سطح القمر:
إذا نظرت للعلم عن قرب خاصة على طول الحافة العلوية للعلم ستجد الإجابة، مُدّ عمود على طول الجزء العلوي من قماش العلم من أجل جعل العلم يطير بفخر، نعم ناسا كانت تعلم إنه لا يوجد غلاف جوي ولا رياح على سطح القمر، فأعدوا العلم على هذا النحو ليبدو أنه يلوح في مهب الريح، حتى أن كل التموجات الموجودة بالعلم شُدت فعليًا لمدة أربعة أيام في طريق المركبة إلى القمر.
لماذا لا تظهر نجوم بصور أبولو كلها؟
إذا سبق لك أن التقطت صورة في الخارج ليلًا، سوف تلاحظ أن الأجسام الباهتة البعيدة لا تظهر، هذا ليس لأن الهواء يحجبهم، بل لأن سطوع الأشياء القريبة من الكاميرا يمنع ظهورهم، وفي الواقع كان كلا من رواد الفضاء والمناظر الطبيعية للقمر نفسها مضاءة بأشعة الشمس الساطعة المنعكسة، مما جعل من الاستحالة ظهور النجوم البعيدة في الصور.
إذا كنت ستلتقط صورة لمشهد مضاء بعيد للغاية وبجانبك أشكال تضيء بسطوع، فيجب أن تكون سرعة غالق الكاميرا سريعة وفتحة العدسة صغيرة بشكل لا يصدق، وهو ما لم يكن متوافرًا وقتها في كاميرات بعثات أبولو.
كيف نجا رواد فضاء أبولو من مجال إشعاع الأرض المحاطة بمنطقة من الجسيمات المشحونة المعروفة باسم حزام الإشعاع "فان آلن Van Allen radiation"؟
حزام فان آلن هو حزام مغناطيسي يحيط بكوكب الأرض تمتص جسيماته الإشعاع الشمسي الضار والمميت، وبالتالي يحمي هذا الحزام الأرض، ولكن في ذات الوقت توجد مخاوف إشعاعية عالية للغاية من المرور بجانب، أو من خلال تلك الجسيمات التي تحبس بداخلها الطاقة الشمسية.
إذًا، فكيف عبر رواد الفضاء حزام فان ألين دون أن يصابوا بأي أذى؟
يقول البروفيسور أوجا:"تكمن الإجابة في السير على النار"، إذا سبق لك أن رأيت احد الهنود الماهرين في السير على الجمر الملتهب، فستلاحظ أن الشيء الوحيد الذي لا يفعلونه هو البقاء في منتصف حفرة النار، يمكنهم العبور بأسرع ما يمكن لماذا ؟ لأن من وجهة نظر علمية فإن السير السريع جدًا على الجمر الملتهب لن يمنح التوصيل الحراري الفرصة للوصول لقدميك، ثم لن تكون هناك طاقة حرارية كافية لتذهب إلى باطن قدميك لحرقك "في حال كنت أنت من يسير على الجمر الملتهب"، أنت بخير تمامًا، فقط لا تتسكع في المنتصف!
بالطريقة نفسها، كان وقت العبور عبر حزام فان آلن الإشعاعي في بداية رحلات أبولو سريعًا للغاية، لذا فإن كنت تنوي السفر إلى القمر عبر حزام فان آلن الإشعاعي فما عليك إلا السير بسرعة كافية وقتها لن تحدث مشكلة إطلاقا.
عزيزي القاري في الختام، إذا ما استخدمنا التفكير المنطقي في تحليل باقي تلك الاتهامات حول الوصول إلى القمر سوف نصل في نهاية المطاف إلى يقين أننا – نحن البشر – صنعنا المستحيل ووصلنا إلى هناك، إلى قلب القمر.
أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية
بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.