الذيــن احترقوا من أجــل الفـنّ!
4 د
السطور التالية قد لا تصدقها، لكنها حقيقية، هي رسالة لكل من يحسبون أنفسهم على هذا الفن، الذين يحصدون المال والشهرة في عالمنا العربي، يعيشون ويموتون بدون ان يعرفوا ماهية السينما الحقيقية، ان تضحي في سبيل فنك، ان تعيش له وتتنفس له..
إن الفنان الحقيقي، العبقري، المبدع، يعيش عكس الآخرين تماماً، ربما يخرج من دائرة البشر بلا مبالغة على حد ما نعرف وأقصي ما نستطيع قد نطلق عليه “مجنون”..
لكن حقيقة الأمر ليست كذلك، فغرابة الأطوار والحياة بأكملها في إكتئاب متواصل والجنون في التصرفات بالنسبة للبشر العاديين، ماهي الا إشارات لتفرد الفنان وعبقريته، جنونه هو إثبات لها، وكفاحه وعيشه لفنه واحتراقه كالشمعه من طرفيها فيه يبذله عن طيب خاطر، عن اقتناع، يعيش لأجل لحظة تَمر، لحظة واحدة يفعل لأجلها كل هذا، لحظة رؤية تلك اللمعة على عيوننا فور رؤيتنا لهم، التصفيق المدوّى لحظة تكريمهم..
لحظة قد لا تمثل لنا أي شيء، لكنها لهم كل شيء!
دي نيرو: سائق تاكسي وملاكم!
– روبرت دي نيرو ، في بطولته لفيلم Taxi Driver، عمل بالفعل كسائق للتاكسي قبل تصوير الفيلم، ما شاهده العالم على شاشة السينما لم يكن تقمصاً، كان حقيقياً!
– مارتن سكورسيزي، اسطورة الإخراج الإيطالي ورفيق مشوار دي نيرو، طلب منه محاولة اكتساب بعض الكتلة العضلية ما استطاع قبل تصوير Raging Bull الذي كان يُجسّد فيه دور بطل ملاكمة، لم يصوّر دي نيرو أي من مشاهد الفيلم الا وقد زاد نحو 60 باوند – الباوند الواحد يساوي نصف كجم تقريباً –، تدرّب علي الملاكمة بالفعل لشهور عديدة، لعب ثلاث مباريات حقيقية! فاز فيها باثنتين! الرجل في مشاهد الفيلم لم يكن دي نيرو الذي نعرفه، كان ملاكماً بالفعل!
– دي نيرو قبل تجسيده لدور المجرم الرهيب العائد للإنتقام “ماكس كادي” في Cape Fear، دفع 20 ألف دولار لطبيب أسنان كي يخرج أسنانه كما لو كانت لشخص أمضى سنوات بالسجن بالفعل، لا غرابة في اختيار دي نيرو كفنان القرن العشرين!
إيوان مكريجور: على حافة الإدمان!
Trainspotting .. أحد الأفلام التي لا تُنسى، قام إيوان مكريجور بدور البطل، الشاب المدمن على “الهيروين” ، عذّب نفسه فعلياً لمدة شهرين كاملين ليكون بالنحافة اللازمة التي تُقنع المشاهد بدوره كمدمن، كان يحقن نفسه بالفعل بالهيروين، المرة تلو المرة، اقترب من حافة الإدمان بالفعل! تراه في مشاهد الفيلم يربط ذراعه بالحزام الجلدي ويحقن نفسه باعتيادية مدمن حقيقي، أقلع في اللحظات الأخيرة ليصبح ما فعل حديث وسائل الإعلام منذ 1996 حتى هذه اللحظة!
راسل كرو: هواية جمع الإصابات!
لم يكن الفوز بالأوسكار كأفضل ممثل، مساهمته في الفوز أيضاً بها كأفضل فيلم، ووضعه في قائمة أهم الأعمال السينمائية في التاريخ، لم يكن كل ذلك محض الصدفة أو جاء بسهولة. يصف راسل كرو دوره في فيلم The Gladiator ضاحكاً انه كان “يجمع” الإصابات كالطوابع.
أصيب في ذراعيه وكاحليه وساقيه وظهره بإصابات خطيرة، منها ما أصبح “جروحاً مزمنة”، في مشهد القتال مع “تايجريس” الشهير تمت الإستعانة بخمسة نمور حقيقية، كانت المسافة بينها وبينه أقل من 15 قدم – 5 أمتار – مع استعداد أحد الخبراء البيطريين بطلقات المخدر في حالة هجوم أحد النمور على صاحب الأوسكار!
كريستيان بيل: جسده طوع إرادته!
لم يقم المخضرم “كريستيان بيل” ببطولة فيلمين متتاليين بنفس وزنه أبداً، أحد أكثر الفنانين خاصةً و البشر عامةً غرابة في هذا الأمر على الإطلاق، لا يعلم أحد بالتحديد ماذا يفعل باستثناءه شخصياً للظهور بجسد مخالف تماماً عن كل مرة في كل فيلم يقم بالبطوله فيه.
كان المقربين منه يؤكدون غرابة أطواره قبل كل بطوله منهم، أكدوا أنه كان يذهب إلى الصالة الرياضية لثلاثة ساعات يومياً – 18 ساعة أسبوعياً – لاكتساب الوزن المناسب لدوره في American Pyscho، بعدها بعامين – 2004 – لأجل بطولة Region of Fire إكتسب وزناً كان 83 كجم، عامين آخرين مرّوا لأجل The Machinist فوجئ الجميع بأنحف جسد ظهر في السينما منذ عقود – 55 كجم فقط، في العام الذي تلاه ولأجل دوره في Batman Begins إكتسب 31 كجم!
الجوكر: مَن تَقمَّص من؟!
“هيث ليدجر” حالة سينمائية وفنية مثيرة للجدل حتى اللحظة، تحوّل كبير من دوره في Brokeback Mountain عبر طاقة جبارة من الإكتئاب الساخر المشعه من نبرات ونظرات الجوكر! نشرت صحيفة الـ Daily mail بعض من مذكرات “ليدجر” الشخصية حول هذا الأمر يقول فيها:
“قرأت ما استطعت من المجلات الرسومية التي تتعلق بالشخصية، أغلق عيني متأملاً كيف سأتقمصها، عشت في غرفة بفندق في لندن لمدة شهر، أغلقت على نفسي وانعزلت، كتبت مذكرات بإسم “الجوكر”، قمت بصنع الأصوات والحركات، انتهى الأمر بالهبوط أكثر داخل مملكة الإضطراب النفسي!”
مذكرات حقيقية كُتبت وعنونت بإسم الشخصية التي رأيناها، بها اعترافات و حوارات وهمية وتخيلات لمشاهد بعينها صورت بحذافيرها في خياله قبل تصويرها بالفعل، منها مشهد المواجهة مع “هارفي دِنت” داخل المستشفى!
ما أكثر ما كتُب عن هيث ليدجر ودور الجوكر ، الزاوية التي نريد الكلام عنها هي: هل كان هناك “دور سينمائي” أداه ليدجر؟؟ أم أن الجوكر كان حقيقياً؟! أمام الكاميرات و خلفها أيضاً!!
توفي “ليدجر” في سن 29 عاماً بعد انتهاءه من دوره مباشرةً، حتى الآن لم يعرف أحد سر تلك المذكرات المعنونة بإسم “The joker”، والتي كان يحملها معه طوال التصوير، في الصفحة الأخيرة منها كان آخر ما دوًّنه فيها بيده عبارة “باي باي”!
أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية
بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.
مقال رائع شكرا
فعلا تضحيات خارقة واستحق متقمصيها ان يكون محور حديث العالم