توكوفيل
ما لا تعرفه عن توكوفيل
أليكسيس توكوفيل هو ناشط سياسي فرنسي ومؤرخ شهير اهتم للغاية بالسياسة ولكن في بعدها التاريخي، وبزغ نجمه بشدة في فترة حكم نظام ملكية يوليو والتي امتدت 18 عامًا من 1830 إلى 1848م
السيرة الذاتية لـ توكوفيل
أليكسيس توكوفيل هو ناشط سياسي فرنسي ومؤرخ شهير اهتم للغاية بالسياسة ولكن في بعدها التاريخي، وبزغ نجمه بشدة في فترة حكم نظام ملكية يوليو والتي امتدت 18 عامًا من 1830 إلى 1848م، كما كانت له إسهامات في الجمهورية الفرنسية الثانية والتي نشأت عقب ثورة 1848 ليعتزل الحياة السياسية عقب انقلاب لويس نابليون بونابرت عام 1851م.
تأتي أهمية توكوفيل المطلقة في أن أعماله وأفكاره كانت محور المناقشات السياسية والاجتماعية في القرن التاسع عشر بشأن الليبرالية والمساواة، وأعيد اكتشاف كتاباته وأفكاره في القرن العشرين عندما ناقش علماء الاجتماع أسباب الاستبداد وطرق علاجه.
ولا يزال كتابه “الديموقراطية في أمريكا” من أهم الكتب على الإطلاق التي يجب على من يسعى لفهم الشخصية الأمريكية قراءتها، ورغم اعتبار أفكاره متناقضة بعض الشيء فيما يخص الحرية الفرنسية ومقارنتها بالديموقراطية الأمريكية، إلا أنه من أشد المؤثرين في التاريخ الحديث لفرنسا بعد نقل التجربة الأمريكية وشرحها مبكرًا.
بدايات توكوفيل
اهتزت عائلة توكوفيل الأرستقراطية بشدة بالثورة الفرنسية ونجت والدته بالكاد من حكم الإعدام الذي طال الكثير من النبلاء بعد سقوط ماكسيميليان روبسبير عام 1794م، وقد تعرض كلا والديه للسجن في عهد الإرهاب.
التحق بالجامعة في ميتز ودرس القانون في باريس وتم تعيينه قاضيا في فرساي وهناك التقى بصديق عمره وزميل رحلات غوستاف دي بومون كما التقى بزوجته المستقبلية.
في عام 1831م تلقى توكوفيل إذنًا من نظام حكم ملكية يوليو ليقوم بجولة تفتيشية على السجون والمعتقلين في الولايات المتحدة الأمريكية، ليتوجه إلى هناك ويمضي 9 أشهر يدوِّن الكثير من الملاحظات التي سجلها في كتابه “الديموقراطية في أمريكا” والذي نشره عام 1835م لتكون تلك البداية الحقيقية لتوكوفيل في عالم السياسة.
الحياة الشخصية ل توكوفيل
وُلد توكوفيل عقب فترة قصيرة من قيام الثورة الفرنسية وارتبط بها من خلال رؤيته للحرية.
ارتبط توكوفيل بالنظام الفرنسي القديم، فهو ينحدر من عائلة ارستقراطية قديمة، فوالده كان ضابطًا في الحرس الدستوري للملك لويس السادس عشر وأصبح من طبقة النبلاء خلال فترة استعادة بوربون.
حقائق عن توكوفيل
كان توكوفيل من المحتقرين لنظام ملكية يوليو وكان يعارضها بشدة، وهي تعتبر فترة ملكية ليبرالية دستورية كانت تحت حكم لويس فيليب وهي التي أطاحت بالحكومة المحافظة لشارل العاشر ونسله من البوربون، وقد انتهت هذه الملكية بقيام ثورة 1848م.
كان توكوفيل من المؤيدين للتجارة الحرة مع بقية الدول ودعم بشدة استمرار استعمار الجزائر.
ظلّ توجه توكوفيل السياسي غير واضح لفترة طويلة، فلم يكن يثق بأي من التيارين اليميني ولا اليساري.
انتقد توكوفيل النموذج الفرنسي للاستعمار الذي يقوم على الانصهار الثقافي، وشجّع بدلًا منه النموذج الإنجليزي كحكم غير مباشر مما يسمح بسهولة أكبر في مزج السكان المختلفين معًا.
دعا بشكل علني إلى العزل العنصري بين العرب والأوروبيين في نظام التشريع وهذا قبل سنوات عدة من تطبيق قانون الأهالي عام 1881م.
كان توكوفيل من أشد المدافعين عن فكرة إنشاء برلمان من مجلسين وعن فكرة انتخاب رئيس الجمهورية كوسيلة للحد من الروح الثورية في باريس.
وافق توكوفيل على تقييد حريتي الصحافة والجمعيات ودعّم القوانين التي تقيد الحريات السياسية كما أيد عمليات اعتقال المتظاهرين خلال فترة رئاسته لوزارة الخارجية الفرنسية.
رغم هذا كان من أشد المناصرين للحريات والديموقراطية في أمريكا والذي جاء من وجهة نظره بعد تحقيق الاستقرار الاجتماعي ومن ثم السياسي والذي سوف يؤدي لنمو الحرية دون تذبذبات النظام الثوري.
كان توكوفيل من المشاركين في محاولة الانقلاب الثوري على لويس نابليون بونابرت في 2 ديسمبر عام 1851م.
خلال كتابته لكتابه الأشهر “الديموقراطية في أمريكا” انتقل توكوفيل بين الكثير من السجون بدءا من سنج سنج الشهير وحتى غابات ميشيغان وتنقل بين القوارب البخارية والحافلات، حتى أنه أمضى أسبوعا كاملا في مقابلة كل سجين في سجن الولاية الشرقية.
دعا عند عودته إلى فرنسا بتطبيق نظام السجون المتبع في أمريكا.
كان توكوفيل من أشد المعجبين بالنظام الفردي في أمريكا وبيّن أن المساواة كانت من أعظم الأفكار السياسية والاجتماعية في عصره رغم تحذيره من أن مجتمع من الأفراد قد يتفتت بشكل أكثر سهولة من مجتمع من العائلات والأسر.
جاء انتصار لويس نابليون بونابرت ليُنهي الحياة السياسية لتوكوفيل ليعتزلها تماما في قلعته ويبدأ في الكتابة التاريخية ليركز على تاريخ فرنسا الحديث وينشر المجلد الأول من موسوعته عام 1856م وألقى فيه باللوم على الثورة الفرنسية واتهمها بالتسبب في فساد النبلاء وخيبة الأمل السياسية للشعب الفرنسي.
ديانة توكوفيل المعلنة هي الرومانية الكاثوليكية وكان من أشد المؤمنين بفصل الدين عن السياسة وأن الدين يتوافق مع المساواة والفردية.
وفاة توكوفيل
عانى توكوفيل طويلا من مرض السل والذي اشتد عليه في السنوات الأخيرة من حياته ليتوفى في 16 أبريل عام 1859م عن عمر يناهز 53 سنة لتتوقف كل مشروعاته اللاحقة في نشر موسوعة متكاملة عن تاريخ فرنسا الحديث.
إنجازات توكوفيل
شغل منصب ممثل إقليم المانش بين عامي 1839م و1851م، ودافع في البرلمان عن إلغاء عقوبة الإعدام.
أسس عام 1847م حزب الشباب اليساري وطالب من خلاله بزيادة الأجور وإقرار الضريبة التصاعدية مع الكثير من المطالب العمالية في محاولة لمنافسة النظام الاشتراكي الصاعد بقوة في هذا الوقت.
تم انتخاب أليكسي توكوفيل كمستشار عام لإقليم المانش عام 1842م.
ترأس المجلس العام بين عامي 1849 و1851م.
تم انتخاب توكوفيل كعضو في الجمعية التأسيسية عام 1848م بعد سقوط ملكية يوليو.
أصبح توكوفيل وزير للخارجية من 3 يونيو إلأى 31 أكتوبر عام 1849م في حكومة أوديلون.
آخر تحديث