من هي سيسيليا باين - Cecilia Payne

عالمة فيزياء وفلكية إنكليزية، استطاعت تحديد مكوّنات النجوم، وأصبحت أول امرأة ترأس قسمًا في كلية الآداب والعلوم في جامعة هارفارد، وحصلت على جوائز عديدة.

سيسيليا باين عالمة فيزياء وفلكية إنكليزية كما أنها حاصلة على الجنسية الأمريكية، اهتمّت بالعلوم الفلكية من خلال الدراسة الأكاديمية، وطوّرت طموحاتها بالرغم من القيود المجتمعية في تلك الفترة، فقدّمت أطروحتها الأولى في جامعة هارفارد التي حملت شرحًا لمكونات النجوم، وعندها أصبحت سيسيليا أول الحاصلين على الدكتوراه في علم الفلك.

توالت دراسات واستنتاجات سيسيليا في هذا المجالن لتصبح أول أستاذةٍ جامعية في هارفارد، كما استطاعت اقتناص جوائز عديدة كانت مُحتكرة غالبًا للإبداع الذكوري، وبذلك فتحت المجال الإبداعي لجميع النساء، وحاولت تحريرهم من النظرة الشائعة لهم في ذلك الزمن.

وُلدت سيسيليا هيلينا باين جابوشكين في 10 – مايو – 1900 في ويندوفر في إنجلترا، لوالدتها الرسامة والموسيقية إيما ليونورا هيلينا ووالدها المؤرخ التاريخي والمحامي "إدوارد جون باين"، وهي الأخت الكبرى لكلٍ من عالم الآثار الراحل "همفري باين"، والسيدة " ليونورا فلورنس ماري باين".

في عام 1994 توفي السيد "إدوارد" مما جعل طفولة سيسيليا تزداد صعوبةً بعض الشيء، وقد تلقّت علومها في مدرسة سانت بول للبنات في مدينة لندن، وفي عام 1919 حصلت سيسيليا على منحةٍ دراسيةٍ في كلية نيونهام التابعة لجامعة كامبريدج، حيث درست علم النبات والفيزياء والكيمياء فيها.

تزوجت سيسيليا من عالم الفيزياء الفلكية الروسي سيرجي آي جابوشكين في مارس عام 1934، ورزق الزوجان بثلاثة أولاد هم بيتر وإدوارد وكاثرين.

عام 1931 حصلت سيسيليا باين على الجنسية الأمريكية.

سيسيليا باين هي أول امرأة تُغيّر نظرة العالم لمكونات النجوم، ولذلك تعرّضت في البداية للكثير من الانتقادات، وعارضها الكثير من علماء الفلك؛ إلا أنهم توصّلوا إلى نفس نتيجتها بعد التدقيق والدراسة المعمّقة.

كانت لوالدة سيسيليا دورٌ كبيرٌ في علمها من خلال تشجيعها مع إخوتها على القراءة قدر الإمكان، واستكشاف اهتماماتهم الخاصة، والاعتراف الدائم بأهمية العلم.

في سن الثانية عشرة، تعلّمت سيسيليا اللغة اللاتينية، وبعد فترة أصبحت تتكلم الألمانية والفرنسية بطلاقة، وكان لديها اهتمامات في علم النبات وأعماق البحار.

في 7 – ديسمبر – 1979 توفيت سيسيليا باين في منزلها بمدينة كامبريدج في الولايات المتحدة الأمريكية، عن عمر ناهز 79 عامًا.

عام 1923 غادرت سيسيليا إنجلترا، وانتقلت إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وكانت الطالبة الثانية فقط في الزمالة، التي تغادر لمتابعة الدراسات العليا في علم الفلك بجامعة هارفارد.

عام 1925 قدّمت أطروحتها بعنوان "Stellar Atmospheres" التي درست من خلالها درجات الحرارة الفعلية للفئات الطيفية للنجوم، وأوضحت عندها أن الاختلاف الكبير في خطوط الامتصاص النجمي لا يعود للكميات المختلفة في العناصر، إنما لتفاوت كميات التأين في درجات الحرارة المختلفة.

كما استطاعت سيسيليا إثبات أن الهليوم والهيدروجين كانا موجودين بكمياتٍ كبيرةٍ من قبل، وبالتالي كانت دراستها حول إثبات أن الهيدروجين على الأغلب هو المكون الأكبر للنجوم؛ كما وجدت أن أغلب المعادن الشائعة الموجودة في طيف الشمس كانت موجودة تقريبًا بنفس الكميات النسبية الموجودة على الأرض، وعندها وصف أطروحتها كل من الفلكيين أوتو ستروف وفيلتا زيبيرج ب"أطروحة الدكتوراه الأكثر تألقًا المكتوبة على الإطلاق في علم الفلك".

وفي عام 1925 حصلت سيسيليا باين على أول شهادة دكتوراه في علم الفلك من كلية رادكليف، وفي عام 1926 كانت أصغر عالمٍ يتم إدراجه في قائمة American Science of Science.

عام 1930 نشرت كتابها العلمي الذي حمل عنوان "النجوم ذات اللمعان العالي The Stars of High Luminosity"، وتابعت دراساتها في فهم هيكل درب التبانة، كما عملت مع الفلكي سيرجي جابوشكين على توسيع دراستها إلى الغيوم، من خلال مسح جميع النجوم الأكثر إشراقاً، ودراستها للنجوم المتغيّرة، وتقديم العديد من الملاحظات والخطط البيانية لتحديد مسارات التطور النجمي.

عام 1934 اعترفت الجمعية الفلكية الأمريكية بمساهمتها في مجال الفلك، ومنحتها جائزة آني جيه كانون لعلوم الفلك، وفي عام 1943 انتُخبت زميلة في الأكاديمية الأمريكية للفنون والعلوم، كما نشرت عام 1952 كتابها الثالث في المجال الفلكي بعنوان " Stars in the Making".

في عام 1956 تم تعيين سيسيليا أستاذًا لكلية الآداب والعلوم في جامعة هارفارد، وبعد فترةٍ قصيرةٍ جدًا تم تنصيبها رئيسةً لقسم علم الفلك في جامعة هارفارد، وبذلك كانت أول امرأةٍ تشغل منصبًا رسميًا رفيعًا في المجال العلمي بتلك الفترة. كما واصلت أبحاثها وعملت كمحرّرٍ للعديد من المجلات والكتب التي نشرها مرصد هارفارد.

في ديسمبر عام 1957 نشرت كتابها الرابع بعنوان " Galactic Novac"، وفي عام 1966 وبعد تقاعُد سيسيليا باين من عملها التدريسي، تم تعيينها أستاذًا فخريًا لجامعة هارفارد. وحصلت عام 1976 على جائزة هنري راسل من الجمعية الفلكية الأمريكية.

عام 1979 نشرت آخر دراساتها وأبحاثها في المجال الفلكي من خلال كتاب "Stars and Clusters".