من الصعب وضع تعريف بسيط للفلسفة الوجودية، فعلى الرغم من وجود العديد من هذه التعريفات في كتب الفلسفة إلا أنّ العديد منها يختلف أصلاً وفي بعض الأحيان بنقاطٍ محورية، ولكن يمكننا القول بأنّ الفلسفة الوجودية هي حركة ثقافية وفلسفية برزت في أوائل القرن العشرين ويُعد الفيلسوف والأديب جان بول سارتر من أوائل فلاسفة المدرسة الوجودية بل يعده الكثيرون مؤسسها، بينما يرى آخرون أنّ سورين كيركغارد هو مؤسسها.
تستند الحركة الوجودية على العديد من القيم والأفكار، يمكن القول بأنّ الفرد هو مركز هذه الأفكار، حيث يؤكد فلاسفة المدرسة الوجودية على أن الوجود يسبق المعنى، وعلى حرية وقوة الفرد، كما يهتمون كثيراً بالوجود الإنساني، حيث يرى هؤلاء الفلاسفة أنّ الحياة صعبة للغاية ومن دون أي معنى موضوعي ويجب على الفرد خلق معنى وقيمة لوجوده من خلال أفعاله.
سنسلط الضوء في هذا المقال على أشهر فلاسفة المدرسة الوجودية وسيرة حياتهم وإنجازاتهم التي كان لها دورٌ كبير بتغيير الفكر والحضارة البشرية:
جان بول سارتر
جان بول سارتر فيلسوف فرنسي يعتبر من أعظم فلاسفة المذهب الوجودي والجدلية في القرن العشرين، فاز بجائزة نوبل لكنه رفضها، توفي عام 1980 بعد أن أصبح شبه أعمى وتعرض لوذمة رئوية.
سيمون دي بوفوار، أحد الرموز الهامة من رموز حركات تحرر المرأة، إضافةً إلى كونها كاتبةٌ فرنسية بارزة وناشطة فكريًا وسياسيًا. نشرت سيمون دي بافوار عددًا كبيرًا من المؤلفات المتنوعة.
ألبير كامو هو كاتب فرنسي جزائري اشتهر بكتاباته في المدرسة العبثية ومن بينها The Stranger عام 1942 و The Plague عام 1947، وربح جائزة نوبل للآداب عام 1957.
إيميل سيوران فيلسوف وكاتب روماني، نشر أعمالًا باللغتين الرومانية والفرنسية، اشتهرت أعماله بالميل إلى التشاؤم بشكل عام، ويبدي اهتمامه وتفاعله بقضايا المعاناة والحزن.
فيودور دوستويفسكي فيلسوف وروائي روسي، اشتهر بروايتيه "الجريمة والعقاب Crime and Punishment" و"الإخوة كارامازوف The Brothers Karamazov". تتناول أعماله الجانب النفسي والوجودي للنفس البشرية.
موريس ميرولوبونتي فيلسوف موسوعي إلى حد كبير، فقد طالت انشغالاته مجالات شتى، صحيح أن الفينومينولوجيا كانت شغله الشاغل، وذاك طبعًا بتأثير من الفيلسوف الألماني إدموند هوسرل،
مارتن بوبر فيلسوف يهودي من المؤثرين في القرن العشرين ومفكر ديني بامتياز، وناشط سياسي، ومربي، وكاتب مقالات، ومترجم، ومحرر وأعاد صياغة الوجودية الدينية من خلال "فلسفة الحوار".