توكل كرمان

توكل كرمان امرأةٌ مذهلة وشخصيةٌ مميزة ثورية، ناشطة في مجال حقول الإنسان، هي صحفية وسياسية حائزة على جائزة نوبل للسلام.

ناشطة حقوقية وإنسانية يمنية، تُعد واحدةً من أبرز المدافعين عن حرية الصحافة والإعلام وحقوق الإنسان والمرأة في اليمن، وهي رئيسة منظمة صحفيات بلا قيود في اليمن وعضو مجلس شورى حزب التجمع اليمني للإصلاح، وقد أعلن حزب التجمع اليمني للإصلاح تبرأه من الناشطة توكل كرمان.

حصلت على جائزة نوبل للسلام في عام 2011، لدورها في قيادة حركة احتجاج مؤيدة للديمقراطية، تشاركت الجائزة مع إلين جونسون سيرليف Ellen Johnson Sirleaf وليما غبوي Leymah Gbowee، اعترافًا بجهودهن في قيادة الحملات السلمية من أجل حقوق المرأة والحريات الديمقراطية.

وُلدت توكل عبد السلام خالد كرمان في 7 شباط/ فبراير عام 1979 في تعز، ثالث أكبر مدينةٍ في اليمن. وتنحدر من أسرةٍ ريفيةٍ بسيطةٍ من منطقة تدعى بني عون تابعة لمحافظة تعز، ولكن هجرت أسرتها هذه القرية، وانتقلت الى العاصمة صنعاء نظرًا لعمل والدها فيها.

درست الاقتصاد، ولكنها لم تكمل تعليمها في جامعة صنعاء، لتنتقل إلى دراسة العلوم السياسية في جامعة صنعاء أيضًا، وحصلت فيها على إجازة.

نشأت توكل كرمان في بلدٍ مضطربٍ سياسيًا، حيث شهدت توحيد اليمن، اليمن الشمالي واليمن الجنوبي في عام 1990. بعد ذلك عاصرت الحرب الأهلية بين الفصيلين في عام 1994، التي انتصر فيها الشمال على الجنوب.

أدت الحرب الأهلية إلى انشقاقٍ في الجنوب، وتولت الحكومة الشمالية القمعية السيطرة على البلاد.

هي ابنة عبد السلام كرمان، المحامي والسياسي، الذي شغل مرةً واحدة منصب وزير الشؤون القانونية واستقال في وقتٍ لاحقٍ منه في حكومة علي عبد الله صالح. وهي شقيقة طارق كرمان الشاعر وأختها صفاء كرمان، التي تعمل كصحفيةٍ لقناة الجزيرة. توكل كرمان متزوجة من محمد النهمي، وهي أمٌ لثلاثة أطفال أيضًا، هم ولاء وعلياء وابراهيم.   أما من حيث ديانة توكل كرمان ومعتقداتها وطائفتها الأصلية ، فقد ولدت لعائلة مسلمة سنية

كانت توكل كرمان أصغر حاصلة على جائزة نوبل للسلام حتى الآن، فقد كان عمرها 32 عامًا عندما مُنِحَت جائزة نوبل للسلام عام 2011. أمّا الآن فتعتبر ناديا مراد الفائزة بنوبل 2018 هي أصغر الحائزات على نوبل للسلام.
توكل كرمان عضو قيادي في التجمع اليمني للإصلاح، الذراع السياسي لحركة الإخوان المسلمين في اليمن.
تعتبر نفسها ناجحة في التوفيق بين مهامها كسياسية وناشطة، وبين كونها أم لثلاثة اطفال وزوجة.

بعد تخرج توكل كرمان من الجامعة، بدأت العمل في مهنة الصحافة وكتابة المقالات وإنتاج الأفلام الوثائقية، ونشر تنبيهات الأخبار عبر الرسائل النصية. وعندما واجهت كرمان العديد من القيود والتهديدات من الحكومة اليمنية، أسست كرمان والعديد من زميلاتها منظمة صحفيات بلا قيود Women Journalists Without Chains في عام 2005، للدفاع عن حقوق المرأة والحقوق المدنية وحرية التعبير عن الرأي.

بدأت كرمان تنظيم اعتصاماتٍ أسبوعيةٍ في صنعاء للمطالبة بمجموعةٍ متنوعة من الإصلاحات الديمقراطية في عام 2007. وواصلت هذه الممارسات لعدة سنوات، وألقي القبض عليها عدة مراتٍ بسبب نشاطها. وعلى الرغم من أن كرمان كانت عضوًا بارزا في حزب "الإصلاح"، وهو حزب المعارضة الإسلامي الرئيسي في اليمن، إلا أنها اشتبكت أحيانًا مع المحافظين الدينيين في الحزب؛ ففي عام 2010، على سبيل المثال، انتقدت أعضاء حزبها لمعارضة التشريع لرفع سن الزواج القانوني للمرأة إلى 17 عامًا.

بعد أن اجتاحت حركة الاحتجاج المعروفة باسم الربيع العربي منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في 23 كانون الثاني/ يناير 2011، وزعزعة بعض الأنظمة والحكومات في المنطقة منذ فترة طويلة، اعتُقلت كرمان بعد أن قادت مظاهرةً صغيرةً في صنعاء ضد حكومة علي عبد الله صالح، رئيس اليمن السابق. وأثار اعتقالها احتجاجاتٍ كثيرة، تطورت بسرعة إلى مظاهراتٍ جماهيرية ضد نظام الرئيس اليمني. وأطلق سراحها في اليوم التالي، وسرعان ما أصبحت كرمان قائدًا للحركة، مما ساعد على إقامة مخيم الاحتجاج على أساس جامعة صنعاء، حيث قام الآلاف من المتظاهرين باعتصام استمر لعدة أشهر.

حصلت كرمان على جائزة نوبل للسلام Nobel Peace Prize في تشرين الأول/ أكتوبر 2011. لدورها الكبير والمؤثر في قيادة الاحتجاجات.