الإنسان عاريًّا: مفاتيحُ مركزةٌ لفهم سلوك الذكر والأنثى
19 د
الرائج بين الناس أن قلب الرجل والشاب عبارةٌ عن رمّانةٍ فيها فتيات وحبيبات وعشيقات بنفس عدد حباتها، والسائد في نفس ذلك الوسط أيضًا أن الأنثى كائنٌ مُعقدٌ غير مفهومٍ كثير التناقضات، وأنّ العديد مِن المؤلفين والكتّاب يَخطّون كُتبًا من ألف صفحةٍ فارغةٍ فقط كي يقولوا أنّ الأشياء التي يعرفها الذكر عن الأنثى هي ألف صفحةٍ من اللاشيء.
والمقالات التي تعطي نصائحَ للفتيات كثيرةً ولكنها كغثاء السيل، فتجدها بدون فائدةٍ حقيقيةٍ. إذ تكون إما من فتاةٍ حاقدةٍ فتكون أوّل نصائحها لا تتزوجي، فتُسقط بذلك خبرتها السيئة في هذا المجال على جميع الإناث وتعتبر نفسها هي المركز والقاعدة. أو شاب معتوه تتركّز جُل نصائحه في مظهره، فيلبس الأحمر ويمشي كالغوريلا ويذهب للنادي ليأكل الحديد ويأكل الأوزان، ويأكل المدرب مِن شدة حماسه.
صراحةً لم تعجبني أيًّا مِن التوجهات السابقة على إجمالها. لهذا قررت أن أكتب هذا المقال المهم على الأقل مِن وجهة نظري ككاتبٍ له. إذ أن جميع ما يُرى ويقرأ على المحتوى العربي ليس إلا حالات مُتطرّفة حاقدة لكل طرفٍ على الآخر، ليس هدفها فهم تجربة العلاقات وشرحها للشباب، بل تزويدهم بقناعاتٍ خاطئةٍ مَبنيّة على تجاربهم الشخصيّة الفاشلة.
هنا سنخاطب الموضوع مِن جانبه الصحيح، مِن جانب أن الإنسان كائنٌ حيٌّ يتكاثر جنسيًّا. وخلال دورة حياته التي سيكملها في مرحلةٍ ما من عمره، يجب أن يمر على أعظم عملية استعراضٍ على سطح الأرض، استعراض يُسمى علاقات. سواءً علاقات غرامية، جنسية، أو أي شيءٍ آخر. المهم أنّها ارتباطٌ يجمع اثنين من جنسين مختلفين، فيدخل كلّ منهم بدوره حيزًا جديدًا من حياته.
قبل أن أبدأ بسرد ما في جعبتي يجب أن أوضّح أن العنوان غير المكتوب هنا هو أننا سنناقش السائد مِن الحالات العامة، مع احتمال وجود حالاتٍ شاذة طبعًا. لكننا سنتجاهلها وسنتحدث عن الأغلبية الساحقة لكي يفهم الجمهور الشاب ماذا يحصل وكيف ولماذا.
المقال قائمٌ على عدّة ركائزَ منها: علم النفس التطوّري وما يشمله من تفسيراتٍ مختلفةٍ لسلوك الإنسان، خصوصًا كتب ديفيد باس، وغريزة النساء لنفس المؤلف، وسلسلة الذكر العقلاني. الركيزة الثانية هي الخبرة التي أراها من خلال مُلاحظتي لسلوك الشباب فيمن حولي من تجمعاتٍ بشريّةٍ أذهب إليها وأرصدها. وركائز أخرى بديهيّةٍ يعرفها الجميع لكن يصعب عليهم تحديدها ضمن جملٍ واضحةٍ كما يفعل الكاتب، لذلك سأسهل الأمر عليهم فقط.
هذا المقال عبارةٌ عن جزءٍ ثانٍ موسّع من مقال وهم الحب الجامعي الذي تحدثنا عنه هنا. إلا أنه سيكون أكبر مِن نطاق الجامعة وسيناقش الفكرة مِن منظورٍ عُلويٍّ مُتحدثًا عن سلوك الكائن العاقل المعروف بالإنسان. فذَكره مفهوم وأنثاه مفهومة. يا صديقي الكون بأكمله مُقونن ضمن معادلات رياضية، مَن أنت ككائنٍ ظهر في اللحظات الأخيرة حتى لا تكون مفهومًا؟!
لنوقف هنا المقدمة، ولنبدأ كلامنا الجاد…
الجميع يحب الجميع
في أدبيات علم النفس التطوّري الذي يتناول الإنسان في كثيرٍ مِن جوانبه. تُصنّف المرحلة العمرية المُمتدة من 18 – 25 سنةً، على أنها السن الجوهري للتكاثر وتمرير الجينات لإنتاج نَسلٍ جديدٍ.
فبغض النظر عن عدم الإمكانيّة الاجتماعية التي تكون غالبًا مُتاحةً في هذا العمر، إلا أن الإمكانيّة الجنسية والهرمونية تكون في ذروتها القصوى وعلى أشدها. لأجل هذا تُأخذ هذه الفكرة كمنطلقٍ للتدليل على أن كلًّا من الذكور والإناث خلال هذه المرحلة العمرية تكون وجهة نظرهم عن بعضهم هي «الإيجاب». أي أن كل طرفٍ يستحسن الطرف الآخر وينظر إليه نظرةً وديّةً.
طبعًا الأمر صحيحٌ ما لم يكن هناك شذوذات سلبية واضحة مُنفّرة. مثلًا شخصٌ لديه ورمٌ بارزٌ في وجهه، شابٌ أخلاقه كالحذاء، فتاةٌ أخلاقها قريبة من الزفت لشدّة دنوها وما إلى ذلك.
لكن بشكلٍ عام، تكون وجهة النظر العامة السائدة هي الاستحسان وعدم الانتقائيّة الشديدة. وأنهم كلهم يحبون بعضهم الآخر أو على أقل تقديرٍ لا يرون فيه عيبًا أو مُشكلةً.
عن شهوة الذكر وعن شهوة الأنثى
بعبارةٍ واحدةٍ عريضةٍ يمكننا قول التالي: شهوة الذكر الجنسية «بصرية شكلية» لذلك تجده غالبًا ما يُفضل الفتاة البيضاء الفاتحة ذات المنحنيات الأكثر، في حين أنّ شهوة الأنثى «عاطفية» فتجدها تميل للوقوع في غرام أبطال الروايات العاطفين وكتّاب الخواطر النثرية اللزجين، وغيرهم من أصحاب القلوب الحنونة الرقيقة.
سنبدأ التفصيل الآن، لكن دعني أذكر مرةً أخرى أن عنوان هذا المقال هو الحالة العامة مع احتمال وجود قائم للشذوذات والاستثناءات إلا أننا سنغض الطرف عنها هنا. إنّ شهوة الذكر مَحكومة بالبصريّات لأن الذكر في صُلبه هو كائنٌ بصريٌّ يرى في غريزته الأصيلة نحو التكاثر نفس ما يراه أي كائنٍ حيٍّ آخر، أو أي «Ape» يتوضع في الرئيسيات أيضًا. خصوصًا أن الرئيسيات وزيادة على بقية الكائنات الحية تولي للأمور الخارجية عند الإناث أولويّةً عاليةً في تكتيكات الجذب والتزاوج، والتي تكون ظاهرةً جدًا في الشكل الخارجي لأنثى الإنسان التي تُظهر بذلك مقدرتها الجنسية العالية وخصوبتها.
دائمًا ما كان يَلفت انتباهي لمَ يقع قطعان كبيرة مِن الشباب في هيام أي فتاةٍ ذات بشرةٍ فاتحةٍ أو عيونٍ ملونةٍ، أو شكل جسم الساعة الرملية. صراحةً قبل أن أتعلم وأبحث وأفكر بالموضوع كنت أرجعه للندرة والقيمة، أي أنهم يحبونها لأنها ذات تواجدٍ قليلٍ كالألماس، فأي شيءٍ يوجد منه القليل دائمًا يصبح مرغوبًا. لكن تبيّن لي أن الأمر خاطئٌ، وأن للتفسير علاقةً بتجمّعات الإنسان ككائنٍ ضمن مجال بحث علم النفس التطوري.
الفتاة ذات البشرة البيضاء هي فتاةٌ ذات خصوبةٍ عاليةٍ، واحتماليّة الاستثمار الجيني فيها أكبر وأفضل من فتاةٍ ذات بشرةٍ أغمق، لأن البشرة الفاتحة تعتبر دليلًا صريحًا على انخفاض هرمون التستوسترون –هرمون الذكورة– في الجسم، وبالتالي ارتفاع لهرمونات الأنوثة.
لذلك مثلًا تجد الأفارقة أصحاب البشرة الداكنة في نسبتهم الكبرى أصحاب بنيةٍ عضليّةٍ ضخمةٍ وهرمون تستوسترون عالي. فقط راقب قائمة الفائزين ببطولة مستر أولمبيا أكبر مفرزة للتستوسترون في العالم، وسيكون الأمر كفيًلا ليَثبت أمامك. وهو أن البشرة الداكنة تحمل في طياتها إشارةً غير مباشرةٍ على أنّ الجسم ذكوري وتستوسترونه عالٍ في حين أنّ البشرة الفاتحة تدل على الانخفاض والأنوثة، لذلك يتجمع الذكور حولها. إلا لو كان الذكر يرغب بفتاةٍ ذكوريتها عالية.
أي أن الأمر باختصارٍ كالمعادلة التالية: فتاة بيضاء = تستوسترون أقل = أنوثة أعلى = خصوبة أكثر = فرصة أفضل للاستثمار الجيني وإنتاج نسل جديد = ترتفع نسبة المعجبين حولها.
نفس الأمر مع بقيّة الصفات الأنثوية الأخرى، كالنيوتينية في العيون، وهي نسبةٌ ذهبيةٌ تجعل مِن الفتاة التي أمامك ذات نظرةٍ هادئةٍ بريئةٍ، أي أنها ستكون أمًا ممتازةً وحنونةً على الطفل المُستثمر به في حال إنتاجه. وشكل الساعة الرملية نفس الأمر أيضًا، الحوض الكبير دليل على أمكانية حَملٍ جيدةٍ وهكذا دواليك.
الذكر كائنٌ بصريٌّ، والمشكلة أن الانتخاب والتكيّف الطبيعي جعلَ صفات الأنثى الخصبة تطفو على شكلها لتتلاءم مع بصرية الذكور. لذلك يشكل الموضوع هنا حرفيًّا آليّة قفلٍ ومفتاحٍ متكاملين. ألم تفكّر لم جُل شركات الماكياج العالميّة تنتج مستحضرات لتفتيح البشرة وليس لتغميقها؟ لم اللون الفاتح هو المفضل وليس الغامق مثلًا؟ الجواب هو محاولة إظهار التستوسترون في أقل مستوياته ليس أكثر.
هذا كله بالنسبة للجانب البصري لدى الذكر، لكن ماذا عن الأنثى وتوجهها العاطفي؟ سنترك هذه الفقرة لنقفز إلى كتاب بعنوان معارك قيس وليلى، تحديدًا لإحدى الدراسات الإحصائيّة التي أجريت على عينةٍ من الذكور والإناث وعن مدى انجذابهم لبعضهم البعض وفقًا لـ 4 معاييرَ. والنتائج كانت كالتالي:
اهتمام الذكور يتركّز في الأمور التالية وفقًا للترتيب من الأهم إلى الأقل أهميةً: أولًا الشكل ثانيًا العاطفة ثالثًا العقل رابعًا الروحانيات. بمعنى آخر وبعبارةٍ واضحةٍ أن أولوية الذكر في الأنثى تتجسد في شكلها ومظهرها أما عقلها في المركز الثالث، وروحها في المركز الأخير، وهذا يتوافق مع المبدأ العام في أنّ الذكر كائنٌ بصريٌّ، وأنه قد يرتبط بفتاةٍ جميلةٍ حتى لو كانت غبيةً.
أما بالنسبة لعيّنة الإناث وترتيبهم لمعايير الانجذاب للذكر فكانت كالتالي: أولًا العقل ثانيًّا العاطفة ثالثًا الشكل رابعًا الروحانيات. فعلى العكس من الذكور الشكليين في اختيارهم تولي الإناث الأولوية للعقول والشخصية اللطيفة الواثقة من نفسها.
لذلك إن سألت شابًا عن فتاة أحلامه سيقول لك في الغالب: شقراء بيضاء، ذات عيونٍ زرقاء. في حين أن الفتاة ستقول لك: أريده يركب على حصانٍ أبيض، حنون، كريم، ولا مانع أن يكون بنكًا متنقلًا أيضًا! 😀
الاستثناءات موجودةٌ نعم، هناك ذكور يحبون العقول لكنهم نادرون، بمعنى أنكِ إن وجدتِ أحدهم ستكون حياته بأكملها نادرة ويعيشها على نمطٍ نادرٍ، لن تجديه نادرًا فقط في هذا الجانب، وإن أقنعكِ أنه نادرٌ وفريدٌ فقط في هذا الجانب، وأنه يحب «روحكِ» فاعلمي أنه يضحك عليكِ عزيزتي. وهناك فتياتٌ يحببن شكل الذكر حتى لو كان ذا شخصيةٍ تافهةٍ وعقلٍ مسطحٍ. نعم، كل هذه الاستثناءات موجودة إلا أنها نادرةٌ ولا ترقى لمعارضة الخط العام أبدًا.
في دراسةٍ إحصائيةٍ مررت عليها منذ مدة، طُرح على العينة المدروسة لكلٍّ من الذكور والإناث أسئلة عن مدى استجابتهم لموضوع ممارسة الجنس، أو التعارف مع شريكٍ من الطرف الآخر خلال اللقاء الأول بينهم.
النتائج كانت أن 70% من الذكور يستطيعون ويتقبلون ممارسة الجنس مع فتاةٍ لأول مرةٍ يرونها ومن أول لقاء. في حين أن الإناث أبدين نفس النسبة تقريبًا لكن للتعارف والجلوس في مكانٍ ما.
لا بد لنا هنا مِن طرح سؤال مهم والإجابة عليه في سياق علم النفس التطوري أيضًا، لمَ الأنثى دائمًا ما نراها تسلك سلوكًا مترددًا مُحافظًا هنا؟ في حين أن الذكور دائمًا ما يكونون هائجين مندفعين؟
الأمر يتعلق بكامله في العواقب المترتبة، إذ أن أي خطأ سيؤدي إلى حملٍ غير مرغوب به، ستتحمل الأنثى وحدها وزر هذه العملية لمدةٍ قد تصل إلى 9 أشهرٍ كاملة. لذلك دائمًا ما تكون هي الجانب الهادئ والمتحفظ، لأن أي شيءٍ سيحدث سيكون اللوم والضرر الأكبر واقعًا عليها.
أما اندفاع الذكر فكونه ليس لديه شيء ليخسره، وإن كان بدون مَنظومةٍ أخلاقيةٍ يتبناها فالأمر قد يزيد من جموحه. وكأنه يقول: لم لا نحظى ببعضٍ من المتعة المجانية؟ وهذا ما يفسر أن 70% من الذكور يرضون بممارسة الجنس للمرة الأولى ومن أول لقاء.
يقال أنّ القبلة ما هي إلا تصريح غير مباشرٍ بأن كلا الطرفين قد قررا دمج حمضيهما النوويان معًا ويرغبان في بعضهما، فيقومان بتمهيدٍ بسيطٍ وهو تبادلٌ للبكتيريا الفموية. ويستمر هذا الأمر وتتعزز الثقة النفسية العاطفية والبيولوجية تدريجيًّا حتى يأخذ الأمر مساره الناضج في وقته.
الآن لم يعد سؤال كيف تتزوج فتاةٌ من رجلٍ بَدينٍ أمرًا مثيرًا للريبة، فهي لا تولي الشكل أهميةً قصوى. ولم يعد سؤال لم يريد دائمًا الذكر الزواج من فتاةٍ جميلةٍ أمرًا صعبًا، فهو لا يرى فيها أساسًا إلا الشكل.
نذكّر: الاستثناءات دائمًا موجودة، ولكن هنا نناقش السائد العام.
استدارة الخجل أو: اعمل نفسك لا تراهم
المتعارف عليه في العرف البشري، أنّ الإنسان عندما يرى شخصًا ما يعرفه يسلم عليه، سواءً مصافحًا إياه باليد، بإيماءةٍ في الوجه، أو برفعٍ بسيطٍ للحاجبين مع ابتسامةٍ خفيفةٍ. لكن في بعض الحالات سواءً لدى الجنس نفسه، أو بنسبةٍ أكبر بين جنسين مختلفين، شابٌ مع فتاةٍ وفتاةٌ مع شابٍ، يصبح السلوك المتبع حينها مختلفًا، ففي لحظة الاشتباك البصري تلك، لا يحل السلام أبدًا، بل تحل استراتيجية اعمل نفسك لا تراهم.
لنفرض أن الشاب هو X وأن الفتاة هي Y، عندما يقترب X من Y أو العكس وعندما يكون كلاهما يعرفان كليهما، وكلاهما يفكران في كليهما، نجد أن X يتحاشى النظر إلى Y، وأن Y تعمل نفسها لا تراه. لطالما كانت تضحكني تلك الحركة التي يقوم بها الطرفان على نفس الحد. وهي استدارةٌ خفيفةٌ في الكتف نحو الطرف المعاكس لإمكانية الرؤية. وكأن أحدهم يقول للآخر، خذ أيها الوغد، لن اسمح لك أن تعرف أنني أراك.
المشكلة أن تحاشي النظر في عيون الشخص دائمًا ما يكون له ثلاثة تفسيراتٍ لا يخرج عنها: إما أن يكون الشخص مُعجبًا بك، أو أن يكون لديه شيء ما بخصوصك يخفيه عنك. أو أنه مصابٌ بمرض التوحد.
هم لا يرونكِ وأنتِ لا تريهم وتمر تلك اللحظة وأنتِ تقولين، لا تنظري لا تنظري لا تنظري، ثم هوووووووووب. أوووه نعم، لقد مرت اللحظة بسلامٍ. دائمًا ما كنت أبحث عن تفسيرٍ لمعنى هذا، لماذا يتحاشى الإنسان أن ينظر في عيني الطرف الآخر، أو بمعنى أدق، لم لا يريد له أن يعرف بأنه ينظر؟
لم أجد سوى جواب واحد، وهو أن عيني الإنسان هي نافذة روحه، إن سمحَ لك برؤيتها فأنت سترى كل شيءٍ حينها، وستعرف الكثير مِن المستور عنك. لكن كما نرى هذا التفسير عاطفي جدًا ومائع، لذلك سيبقى هذا السؤال مفتوحًا للإجابة هنا.
ما أنا متأكّدٌ منه، أن تلك الاستدارة الخفيفة وكأنها تقول خذ أيها الوغد أنا لا أراك، هي محاولةٌ بائسةٌ لإظهار لا مبالاةٍ مصطنعة قد تكون ساذجةً ودليل ضعف شخصيةٍ في أحد جوانبها. لا سيما أن هناك تحديثات طرأت، وأن اللا مبالاة بالإمكان إظهارها في أمورٍ أخرى أفضل.
كيف يرون علاقة الفتيات ببعضهن؟
معظم المقالات التي تُكتب تحت عنوان نصائح لفتاةٍ تكون من كتابة فتاة أيضًا. لذلك تجدها تغفل نصفًا من الرؤية الكاملة الموجودة عند الطرف الآخر فتكون ناقصةً. وللصراحة فإن المعلومات أو وجهات نظر الإناث عن الذكور غير متداولةٍ كثيرًا أو معروفة، في حين أن هناك وجهة نظرٍ يراها الذكور في الإناث واضحة جدًا، ونعيد ونذكّر أننا نتحدث عن الحالة العامة، وأن الاستثناءات موجودة.
وجهة النظر السائدة عند الذكور عن الإناث مع بعضهم البعض أنهم حرفيًّا لا يطيقون بعضهم. فعلى العكس من الذكور الذين لا يستخدمون في محادثاتهم إلا أسماء الحيوانات كأدواتٍ للنداء، إلا أنّ هذا يدل على العلاقة الوطيدة فيما بينهم. بينما مقابل كل كلمةٍ يا قلبي ويا روحي بين الفتيات، كم كبير مِن التنافسية وعدم الانسجام ربما.
الأمر في جذوره -تعاونيّة الذكور الشديدة- تعود إلى الإنسان عندما كان بدائيًّا يصيد الحيوانات. فكان دائمًا ما يخرج بشكل جماعاتٍ مع بعضها البعض، ويتجنب الخروج لوحده كون ذلك سيعرضه لخطر الأكل والافتراس. لذلك سادت نزعة التعاون فيما بينهم، ولذلك نجدها إلى الآن على الرغم من بناء الإنسان للحضارة بعد قيامه بثورة الزراعة وابتعاده عن جذوره كصيادٍ جامعٍ للطعام.
ففكرة التعاونية بين الذكور وقلتها أو التنافسية لدى الإناث هي فكرةٌ أصيلةٌ في تكوين الإنسان لو أخذنا الأمر بشكله العام.
كمثالٍ بسيطٍ على ذلك، عندما يُريد مثلًا ثلةٌ من الذكور أن يشتروا قميصًا جديدًا، شيءٌ عاديٌّ جدًا أن يذهب سبعة منهم ويشتروا نفس القميص لكي يحصلوا على تنزيلاتٍ وخصمٍ. في حين أن الفتاة لو رأت أحدًا يرتدي نفس ما ترتديه في نفس مدينتها ربما تعلّق مشنقتها فورًا.
نكرر مرةً أخرى، الأمر عام والاستثناء دائمًا موجود.
جريمة الأب الكبرى
تقول نظرية فرويد في التحليل النفسي أن العلاقة مُتصالبةٌ في الحب بين كلٍّ من الجنسين ضمن المنزل الواحد. أي أن الفتاة في المنزل تميل لمحبة أبيها أكثر من أمها، في حين أن الشاب يتجه نحو أمه بشكلٍ أكبر. لكن عندما ينتقل هذا الانجذاب خارج إطار المنزل، تبدأ حينها المشكلة.
عندما تُريد الفتاة اختيار أحد تحبه من الشباب سيكون مرتكزًا في لاوعيها الأمر التالي، أي واحدٍ من أولئك الأوغاد هو أكثرهم قربًا من شخصية أبي؟
الخطأ الجسيم هنا أن شخصية الأب متفرّدة، وغير قابلةٍ للتكرار أبدًا. فلا يمكن إسقاطها على الزوج مُطلقًا. إذ يقول أحدهم شارحًا هذا، أن الأب قد ارتكب خطأ فادحًا عندما جعل من نفسه الشخصية الأولى في حياة فتاته، فأصبحت عندما تنظر يمينًا أو يسارًا تتوقع أن ترى ظله فيمن تختار من شبان، وهذا أمرٌ خياليٌّ بعيدٌ عن مطابقته في الواقع.
الأب حالةٌ متفردةٌ قائمةٌ بذاتها، الأب هو ذاك الرجل الذي إن طلبت منه نجمتين ذهب واحضر لكِ السماء بأكملها على ظهره! من الخطأ أن تحاولين إيجاده في شخصٍ آخر، من الخطأ أيضًا -لكن بنسبةٍ أقل- أن يحاول الشاب إيجاد أمٍّ جديدة في الفتاة التي سيختارها ويتزوجها. الأم أيضًا ليس لها بديلٌ وحالةٌ متفردةٌ.
يا أعزائي، يا أصدقائي. الأب والأم أطال الله في أعمارهم جميعًا إن كانوا موجودين ولتنزل على روحهم الرحمة في حالة وداعهم. هم شخصياتٌ متفردةٌ لا تتكرر. اخفضوا سقف توقعاتكم قليلًا، كونوا واقعيين، قد تجدين بعضًا من ملامحه فيه لكنه يستحيل أن يكون نائبًا عن الأب بكامله، يستحيل أن تشمي نفس الرائحة. يستحيل أن تسمعي نفس صوت المفاتيح التي كان يصدرها. يستحيل ذلك صدقيني.
سيكون قريبًا نعم، مشابهًا أو مطابقًا، مستحيل. فلا تطلبي المستحيل كيلا يصدمك سقف الواقع فتتألمين.
الحب على فيسبوك
في عالم الطيور، يقوم الطائر بجمع عيدان القش وأغصان الأشجار وأعقاب السجائر من هنا وهناك فقط كي يصنع عشًا جميلًا، ويغري «عصفورته» في قبول عرضه والنزول معه كشريكٍ. يُفرد الطاووس ريشه الكبير المميز بألوانه الباهرة لكي يجذب انتباه أنثى الطاووس وتقع في حبائل غرامه وتأتي إليه. الحرباء تفعل أشياء من هذا القبيل أيضًا وتغيّر من لونها في محاولةٍ للفت الأنظار وجذب الطرف الآخر.
شاهد حلقة الدحيح من هنا لمزيد من الشرح المُستفيض:
أما عندما نأتي لسلوك المغازلة عند الحيوان العاقل المعروف بالإنسان. فيجب علينا جميعًا أن نستعد لمواجهة واحدة من أكثر سلوكات الإغراء غباءً في جميع أقسام مملكة الكائنات، وشجرة الحياة على اختلاف تغصّناتها.
منذ مدةٍ سمعت صديقي وهو ينصح صديقي الآخر بكيفية جذب انتباه فتاة. كانت نصيحته كالتالي: تنظر إليها لمدة 2 ثانيةً ثم تذهب. في المرة القادمة تنظر إليها لمدة 4. بعدها لمدة 5. بعدها ستجد أنها هي أصبحت تنظر إليك. فأنت هنا تضاعف الكمية وتبتسم بشكلٍ خفيفٍ. بعدها إن استجابت هي تفعل ذلك وتبتسم، فأنت هنا بدورك تبحلق لمدةٍ دقيقةٍ وتسقط على ظهرك من فرط الابتسام والضحك.
العبارة الأخيرة من إضافتي، لكن ما قبلها هو تمامًا ما سمعته.
ما هذا الملل بحق السماء؟ لم الإنسان كائنٌ معقدٌ ومملٌ وغير مُباشرٍ في هذا الصدد؟ هل الأمر فعلًا يحتاج إلى كل هذه التكتيكات البطيئة المملة، والتي يمكن أن تفسر وتُحمل على ألف وجهٍ ووجه؟
لا تقتصر هذه الميوعة الفائقة على الواقع بل نجدها تسلك نفس النهج على وسائل التواصل الافتراضية أيضًا.
أحدهم قال لي منذ مدةٍ أن فلانًا وفلانةً على علاقةٍ -غير مباشرةٍ- ببعضهما، وأن حسابه الشخصي يصرّح بذلك من خلال ما يكتبه. من باب الفضول، ذهبت لأرى حائطَ كل منهما، فوجدت أنهم يشتركان في نفس البيو. لا أعرف ما الهدف من ذلك، إلا أنه أيًّا كان ما سيكون، فهو أسلوبٌ «مائعٌ» إلى حدٍّ ما.
أعزائي، عندما صنع مارك زكربيرغ خاصية الـ Bio في فيسبوك وضعها لكي يعرّف الشخص عن نفسه في حال أراد أحدٌ أن يكتشف حسابه الشخصي. شبيهة بتلك اللوحة الصغيرة التي توضع على أبواب المنازل لكي تعرّف بمن يسكن المنزل، وليسَ أن تعرف نفسك بشيءٍ بحيث إن رآك أحدهم يهيم بكَ حبًا من وراء الشاشات.
لا يقتصر الأمر على ذلك، سواءً في الواقع أو الافتراضي. ستجد أن سلوك الإنسان للفت الانتباه بسيطٌ جدًا. الذكر يتبع طريقة الذبابة الحائمة، تجده يلف ويدور حولها بدون سببٍ، لا يتقدم ولا يتأخر. فقط يلف ويدور يلف ويدور!
أمرٌ آخر هو التناسخ. تجد أن كل طرفٍ في محاولته لنيل إعجاب الطرف الآخر يحاول أن ينسخ حياته بالكامل، فيهتم باهتماماته، ويكتب بنفس طريقة كتابته، وينطق بنفس كلماته ومصطلحاته حتى. فيصبح نسخةً طبق الأصل عنه! هل هذا فعلًا حب وإعجاب وانجذاب؟
لا أعرف، دائمًا ما أميل لتعريف الحب بأنه الجرأة بالظهور بشخصيتك الحقيقة أمام الإنسان الآخر. إن استطعت أن تفعل ذلك معه، فأنت تحبه. غير ذلك، هو مجرد زيفٍ يدهن به كل طرفٍ وجهه لكي يصبح مرآةً للآخر ليس أكثر.
سلوك الإنسان ضحلٌ جدًا في سياق سلوكات الجذب ولفت الانتباه. أو على الأقل من وجهة نظر أسلافه الصيادين، الذين كان الواحد منهما يخرج ويعود بجثة كبشٍ أو ثورٍ لكي يثبتوا لإناثهم أنهم أقوياء قادرين على تأمين الطعام والشراب والمسكن، كالطائر الذي يبني عشه عودًا عودًا وغصنًا غصنًا.
أما بالنسبة لجماعة الـ Bio والذبابة الحائمة والنظرات الخائبة، فهم في عالمٍ آخر، لا تحكمه مبادئ الإنسان الحديث، بل مبادئ ضعف الشخصية والتفاهة ربما.
رغم كل شيء، سيبقى ريش الطاووس للأبد
النظرية التي أشير إليها في مسلسل «Westworld» تقول أنّ حياة الإنسان بأكملها ما هي إلا استعراض ضخم لجذب شريك من الطرف الآخر. استعراض شبيه باستعراض الطاووس لريشه فقط لكي يلفت انتباه أحدهم كي يرتبط به. دقق النظر في حياة من حولك ومن عاشوا ومن سيعيشوا وستجد هذه الحلقة المتكررة مرعبة. ودائمًا ما تصب في نفس إطار النظرية أيضًا.
إنهم يتعلمون، ويكبرون، من بعدها يعملون ويكسبون المال، فقط كي يفتحوا بيتًا صغيرًا ويكوّنون أسرة فيه. فكل الأمور تصب نحو هذا الهدف، تكوين الأسرة، إنجاب الأطفال، إنتاج أحماضٍ نوويةٍ جديدةٍ. تمرير الـ DNA لجيلٍ قادمٍ، وتحقيق هدف الطبيعة الأسمى والخالد في غريزة البقاء. فيكون حينها الإنسان ما هو إلا حلقة في سلسلةٍ بسيطةٍ ممتدةٍ على شجرة الحياة بكاملها، وكل ما يعيشه ما هو إلا استعراض طاووسيّ لتحقيقه. دون أي إرادةٍ حقيقيةٍ على كسره، وإن حدث وكسره أحد ما فسيبقى هو الاستثناء والشذوذ وليس الحالة العامة، ومنذ متى تأخذ القواعد من حالاتٍ شاذةٍ؟!
هل سألت نفسك لمَ الجميع يُقرن كلمة الوعي مع كلمة لعنة؟ لماذا الأمر هو لعنة ونقمة؟ هل سألت نفسك هذا السؤال؟
لأنك ولأني ولأنهم لا نملك القدرة على التغيير. فالكائنات الحيّة جميعها تأكل وتشرب وتنام وتتكاثر بشكلٍ تلقائيٍّ غريزيٍّ عفويٍّ، في حين أنّ الإنسان يأكل ويشرب وينام ويتكاثر إلا أنه يفعلها بفارقٍ بسيطٍ، هو أنه يشعر بها ويعيها دون القدرة على تغيرها في كثيرٍ من الحالات. بل تراه يعرف نفسه مُساقًا تجاهها في مسيرة حياته طوعًا أو كراهيةً. لأجل هذا يُسمى الموضوع لعنةً. لأنك مجرّد مراقبٍ للأمر فقط، والنسبة الكاسحة من البشر لا يمشون إلا تجاهه!
دائمًا ما أحب استخدام هذا المثال في هذا السياق، فأقول أنّ الإنسان لو أزلت من حياته رباعية النوم والطعام والجنس والعلاقات الاجتماعية لما بقيَ الكثير فيها. وهي أمورٌ تفعلها سائر الكائنات الحية، أي أن لا بعد إنساني فيها ممُيز ها هنا. أحدهم اعترض على الأمر منذ مدةٍ وقال لي الإنسان يعمل في حياته ما رأيك بذلك؟
لمَ يعمل؟ يا صديقي الإنسان يعمل حرفيًّا من أجل «تأمين لقمة العيش» أي أنه يتعلم ويعمل من أجل أن يكسب المال. ماذا سيفعل بالمال؟ نعم، سيأكل ويشرب وينام ويتزوّج!
إذن، ما هو الشيء الذي يؤنسن الإنسان؟ ما هو الشي الذي يُعطي لحياته معنى مختلف؟
الموضوع فُكِرَ به منذ زمنٍ بعيدٍ من قبل العبقري رينيه ديكارت عندما توصّل للكوجيتو الخاص فقال: أنا أفكر، إذًا أنا موجود.
وكأن لسان حاله يقول، ما هو الشيء الوحيد الذي يفعله الإنسان ولا يصب في إطارٍ غريزيٍّ تكيفيٍّ هدفه البقاء، وتفعله سائر الكائنات الحية على اختلاف صنوفها حتى الرئيسيات؟ الجواب هو التفكير. إذن، هذا هو دليل وجودي الوحيد كإنسان.
أنا أفكّر، إذن أنا إنسانٌ موجودٌ. أنا إنسانٌ منفصلٌ عن بقية الأحياء بقشرة العاقل التي اكتسبتها في الفترة الأخيرة، وأصبح متفردًا بذاته!
هذا هو دليل إنسانية الإنسان. لذلك أي أحدٍ يحاول أن يسخّف من تفكيرك ويقلل من شأنه فهو حرفيًّا سيكون «يستحمرك». أي أنه ينزع الصفة الوحيدة المؤنسة لك كإنسانٍ. فترجع بذلك مرتدًا فورًا لشجرة الحياة باعتبارك مجرد نوعٍ غريزيٍّ مُبرمجٍ على أن يصيد، أن يتصارع، وأن يمرر جيناته دون وعي.
لا أعرف إن كنت ستصل إلى هنا في هذا المقال أم لا، لا أعرف إن كان سيهمك المحتوى من أصله، فتدخل إليه أو تقرر العزوف عنه. صدقني أنا لا أعرف، ما أعرفه فقط أن علاقة الجنسين مع بعضهم هي علاقةٌ مفهومةٌ وعاديةٌ، ولربما حتى ساذجة لو نظرت إليها من منظور «عين النسر» التي تكون من شاهقٍ، وعلى مرأى بانوراميٍّ كاملٍ للأحداث.
سلوكهم مفهومٌ وطبيعيٌّ وتفعله سائر الكائنات وأحيانًا على نحوٍ أفضل منهم أيضًا. نعم، عليها بعض المحسنات و«القشور الإنسانية» الرقيقة. إلا أنها تكاد تشف لتظهر من وراءها الدماغ الزاحف البدائي الموجود عند الإنسان على مرِّ القرون.
فجميعهم يستحسنون بعضهم البعض، إذ أن المرحلة العمرية تلك محكومةٌ بنوعٍ من الهرمونات العالية ومحاولة بناء شخصيةٍ قويمةٍ، فيكون الأمر موجودًا بشكله الإيجابي العام. الذكور بصريون جدًا، الإناث عاطفياتٌ جدًا. وفي كلا الطرفين ستجدهم متطرفين في ميولهم أيضًا. الاستثناءات موجودةٌ. نحن نتكلم هنا عن الخط العام.
شكرًا على استدارة الخجل الخفيفة تلك. لو دلت على شيءٍ فهي أنّ الطرف الآخر مهتمٌ بأمرك. لا أعرف كيف يمكنهم إغفال هكذا دليل ساذج منهم يفلت بشكلٍ شبه يوميٍّ ربما. تسود التعاونية في حياة الذكور لأمورٍ لها علاقةٌ بذاكرة الإنسان الصياد الذي كان يخرج ضمن جماعاتٍ للقيام بالإغارة. في حين تقل تلك النزعة عند الإناث ليسود مكانها مستوى أعلى من التنافسية.
وأخيرًا وليس آخرًا، يمارس الإنسان الحديث على وسائل التواصل الاجتماعي واحدةً من أكثر سلوكات الجذب والإغراء سذاجةً في سياق شجرة الحياة بأكملها. أين رحلت أيام ذلك الصياد القوي الذي يأتيكِ بجثة ثورٍ كاملةٍ فقط كي ترضي به؟ أين رحل ذلك الـ Alpha Male النبيل أين؟
لم يرحلوا، هم فقط تطوّروا، واستُبدلوا ببساطةٍ بأمورٍ أنعم وأسذج وأسخف، مثل أحببني وأضحكته وما يُشاكلهم. فيبدو حينها أن الأمر برمته لا يتعدّ كونه أعظم استعراضٍ على سطح الكوكب في حياة كل إنسانٍ. هدفه الأسمى جذب شريكٍ لتحقيق هدف الطبيعة الذي وجد منذ نشأة الحياة، ألا وهو البقاء.
هناك شذوذاتٌ هنا وهناك، إلا أنها محكومة بالندرة وليس بالخط العام. وكما يخلّف الانتخاب الطبيعي أفرادًا يحملون أمراضًا وراثيةً وأورامًا وإعاقاتٍ. فإنه سيخلّف أيضًا أفرادًا مُعاقين في هذه الرؤية الكبرى فيعونها أولًا، ولربما لا يسلكونها ثانيًّا.
أما البقية، فتراهم يجتمعون، ويتحابون، ويتزوّجون، ويعيشون في هناءٍ وسعادةٍ. ومن ثم تجد أن الشيطان قد بدأ يضحك عليهم.
أي شيطان هذا؟ ولمَ يضحك؟ حسنًا، المقال أصبح طويلًا. وهذا ما سنناقشه بشكلٍ منفصلٍ في تدوينةٍ أخرى سنكتبها تاليًّا.
أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية
بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.
من افضل المقالات التي اطلعت عليها في حياتي الكاتب يفسر العديد من السلوكات و لتصرفات لبشرية بنحو علمي متميز و منطقي كمما انه جيب عن عديد التساؤلات حول موضوع المقال قرات المقال الاول المتحدث عن وهم الحب الجامعي و قرات هذا الاخير وحقا ابهرت شكرا يا كاتب المقال . واصل
مع احترامي للكاتب
انا بحسدك من كل قلبي لأن الجهل عالم من الراحة انا عرفت قيمة الجهل لما شفت حرقت دمي و انا بقرأه هيك مقال لو كنت جاهلة كنت رح اكتبلك مقال رائع و الأمور تمام بس ما اجاني الا حرقت الدم عنجد نيالك على عالمك التاااااااااااافه
روعة سلمت اناملك حقيقة المقال بهذا الكلمات الكثيرة تجعل منه قصة لا تمل
مقالة جميلة جدا.. كل الشكر
أعتذر عن الأخطاء اللغوية، لم أنتبه لها☺️
أكملت المقال، مقال جميل يدل على ان الكاتب بذل جهدا في البحث. أرى أن الكاتب لم يتطرق للجانب الديني في المقال وهو جانب لا ينبغي إهماله خصوصا في مجتمعنا المتدين، فالإنسان كائن مستخلف ومخلوق لعبادة الله هو أكبر يميزه عن الحيوان. ولعل أكثر ما يجذبني للطرف الآخر شخصيا ؛وأحسب أن أغلب الشباب في مجتمعنا مثلي؛ هو طبيعة التدين وهل تطيق المرأة القيامة بواجب التربية بشكل جيد، أما الشكل الظاهري فهو في المركز الثالث، لو كان المقال يستهدف مجتمعا ماديا كالمجتمعات الغربية لكان المقال أكثر صوابا.
مرة أخرى أقول بأن المقال جميل وواضح أنه أخذ جهدا من الكاتب. لك مني شكر وتحية
عمل رائع
عجبني الموضوع لكن هاي العبارة ما عجبتني:
((أما بالنسبة لجماعة الـ Bio والذبابة الحائمة والنظرات الخائبة، فهم في عالم آخر، لا تحكمه مبادئ الإنسان الحديث، بل مبادئ ضعف الشخصية والتفاهة ربما.))
لانو فعليا ظروف الحياة و تكلفتها اصبحت صعبة جدا على الرجل تحملها , ان يامن مسكن و طعام و سيارة و …..ألخ , فللاسف سوف يضطر ان يكون كالذبابة الحائمة.
العنوان جذبني و ظننت أني سأستفيد, لكن البداية كارثية و تدل علي مشكلة جهل فاضحة للكاتب
لماذا يتم إختيار البيضاوات ؟ هذة مشكلة لدينا في المنطقة العربية مش في العالم كله, ربما يكون سببها عدم التحرر حتي الان من ثنائية العبد الاسود و السيد الابيض (رغم إنه بني في حالتنا العربية), لكن الكاتب لانه لاحظها وضعه العربي فقرر أن يعممها علي الجميع.
المشكلة الاكبر أخذ سمة واحدة فيما يخص المسابقة الرياضية الخاصة بكمال الاجسام دون السمات الاخري, هذة المسابقة ربما يسيطر عليها السمر لكن أيضا هم أصحاب العرق الزنجي, مش مجرد الصحاب البشرة الداكنة, فالهنود علي سبيل المثال أصحاب بشرة داكنة لكنهم علي المستوي الرياضي منخفضي المستوي بوضوح.
يضاف علي ذلك أن التفريق يجب أن يكون بين الإناث و الذكور
هل مثلا الانثي لو سمراء سيكون لديها تستسترون عالي ؟ ما نلاحظه أن الإناث السمراوات لديهن مفاتن أكبر من البيضاوات و هذة لا يتسبب بها هرمون الذكورة, في الحقيقة هناك مشكلة واضحة للإناث البيضاوات فيما يخص الجزء السفلي مقارنة بالسمراوات و اللاتينيات و هذا الجزء حاسم في إختيارات الذكر التي تسبب بها التطور. عموما علي المستوي العالمي حاليا هناك تفضيل للون المتوسط (البني الخاص باللاتينيون) و ليس الابيض, بل حتي البيض مطلوب منهم تغير لون بشرتهم للبرونزي (الاقرب للبني) بإستخدام الشمس و المستحضرات المتخصصة حتي يكونوا جذابيين جنسيا أكثر. أما كريمات تفتيح البشرة فهي لديها سوق كبير لدينا نحن لاننا كما أسلفت لدينا مشكلة ليس لها علاقة مطلقا بهرمون الذكورة تتعلق باللون.
اللون تحديدا عديم القيمة إذا ما قورن حتي بصفة كالطول فيما يخص إختيار الشريك الجنسي. فائدة اللون تاريخيا و تدرج اللون عموما سببه بسيط و هو إنتاج فيتامين D و بحسب القرب و البعد من خط الإستواء نجد ألون البشر تصبح أفتح و أغمق, فلو أقترب خط الإستواء من اوروبا مستقبلا نتيجة حركة الصفائح القارية فستتحول شعوبها مع الوقت للالوان أغمق و العكس فيما يخص أفريقيا, رغما عنهم بسبب القدرة علي إنتاج فيتامين D و ليس لهذا أي علاقة بالخصوبة العالية أو المقايس الجنسية التي يجب توفرها في الطرفين و هي ثابتة في النسبة الكاسحة من المجتمعات البشرية (الطول و العضلات المفتولة في الذكر مقابل الحوض الكبير و العمود الفقري المنحني لدي الإناث)
لم أكمل المقال المقال حتي لا أفقد بقية أعضائي كمدا
ياله من مقال جميل. احب جدا مثل هذه المقالات اللتي تزيل الغشاوه اللتي وضعها الزمن على اعيننا. وتعيدنا لزمن ال alpha man منتظر الجزء الثاني. ولكن سؤال مهم. انا اشعر ان النساء اصبحن متعجرفات عجرفه ساذجه على الاقل ظاهريا. فهل السبب: قدرتهم العيش دون ذكر. ام اعتادوا على ان السائد في الرجال اشابه رجال فقط. ام ان هناك اسباب اخرى.