أشهر روايات الجاسوسية والتخابر: رحلات ممتعة في عوالم غامضة ستبقى تثير التساؤل

تعد الأعمال الأدبية انعكاسًا للحياة الواقعية للإنسان، وهي تشمل عديد المجالات ومنها السياسة، ففي فترات الحروب الفعلية والباردة غذت البلدان مراكز استخباراتها بروابط اتصال مختلفة من خلال شبكة من العملاء والجواسيس، والتقط الأدباء تلك الأفكار ليبدعوا بكتابة حكايات واقعية منها على الورق أو اختلاق قصص جديدة استثنائية وخيالية، وفي هذا المقال سنتحدث عن أشهر روايات الجاسوسية والتخابر.

مثلت روايات الجاسوسية والتخابر مادة دسمة للمنتجين والمخرجين السينمائيين، فالكثير من الكتب حُولت لمسلسلات أو أفلام مشهورة، بل إن بعضها كُتب بالأصل كسيناريو لعمل تلفزيوني، وفي القائمتين الآتيتين سنعرج على أشهر الروايات العربية والأجنبية:

إقرأ أيضًا: أفلام جاسوسية: نظرة عن كثب على أهم الأفلام التي تناولت الجاسوسية والمخابرات

ما يميز هذه الرواية هو أنكَ ستجد نفسك متعاطفًا بشكل مفرط مع شخصية البطل (سعيد مهران)، والذي تعرض لخيانة أليمة من أصدقائه فيقرر أن يدخل معهم في لعبة للانتقام منهم، ولكنه يقع في فخ كبير فبدل أن يتأذى الأعداء يتأذى الأبرياء، فكيف سيتصرف مهران؟ وكيف سيتعامل مع الشرطة كلما اقتربوا من الإمساك به؟ هذه رواية جميلة تناقش مواضيعًا عميقة ذات أبعاد وجودية بحتة، ولقد حُولت إلى فيلم وتُرجمت إلى لغات عدة منها الإنجليزية والفرنسية.

إقرأ أيضًا: وفقًا لسيجموند فرويد: تحليل شخصية سعيد مهران بطل رواية اللص والكلاب

عُرف الكاتب الكبير صالح مرسي بإبداعه في كتابة أدب الجاسوسيات في الثمانينات، إذ أن له العديد من الروايات في هذا المجال لكن رواية رأفت الهجان هي الأشهر لا على مستوى النصوص وحسب بل وكأعمال تلفزيونية تابعها الملايين من العرب، فالبطل هو الضابط (رفعت الجمال) في المخابرات المصرية والذي سافر إلى الكيان الصهيوني بغية إقامة علاقات سرية مع قياداتٍ فيه وجمع أكبر قدر ممكن من المعلومات الهامة.

تكمن خصوصية هذه الرواية في كونها كُتبت على يد البطل نفسه لكن على صورة رواية قصصية لا سردٍ للسيرة الذاتية، فالكاتب (ماهر عبد الحميد) هو ضابط مصري وواحد من الجنود المصريين الذين شاركوا في حرب عام 1967، وتعتبر أول رواية يُنشر فيها تفاصيل دقيقة عن عملية مخابراتية مصرية، مما يجعلها محفوفة بالإثارة والتشويق والكثير من الغموض، وخاصة أن أحداثها تتصل بالعديد من الدول العربية لا جمهورية مصر العربية وحسب.

إقرأ أيضًا: خلف الستار: 8 جواسيس لعبوا دوراً خطيراً في الحروب بين الدول

يعتبر نبيل فاروق أحد أهم أعمدة الكُتاب العرب في الخيال العلمي والأدب البوليسي، إذ له مجموعة كبيرة من الروايات المنشورة تحت اسم (سلسلة روايات عالمية للجيب) وتعد رواية صراع الجواسيس أحدها إضافة إلى مجموعة أخرى منها (عملية الكود ألفا)، و(الجاسوس)، و(الخدعة الكبرى)، و(المغامرة السويسرية) وسواها، وتقع أحداث صراع الجواسيس بعد الحرب العالمية الثانية زمانيًا عندما كان الصراع بين الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي في أوجه، إذ تتطرق الرواية لمسألة تقسيم ألمانيا إلى أرضين غربية وشرقية، واللافت في روايات نبيل فاروق أنها تمنح القارىء الكثير من المعلومات والمعارف إضافة إلى المتعة والإثارة.

إقرأ أيضًا: سلاسل روايات الجيب: كتب لا تموت تعلقنا بها صغارًا ونفتقدها كبارًا

لا أكثر دلالة على نجاح هذه الرواية من تحولها إلى تحفة تلفزيونية بعد إصدارها، إذ تبدأ القصة في إطار حابس للأنفاس عندما يقوم مصور شاب بالتقاط صورة عشوائية بصدفة بحتة أثناء تواجده في أحد حفلات الزفاف الفارهة، لكنه لا يعلم أن تفاصيل تلك الصورة تُنبىء باقتراب حربٍ طاحنة أبطالها رجالٌ من كبار الأعمال وسياسيون بارزون في المجتمع، ومع الاقتراب من حبكة القصة وذروتها تتكشف التفاصيل الصادمة أمام القارىء تِباعًا، ولقد نالت الرواية استحسان القُراء والنقاد على حد سواء.

هذه رواية مشوقة أُعيدت طباعتها من جديد عام 2006 بعد الإصدار الأول، وتدور القصة حو ل تحالف مريب بين أسماء شخصيات مرموقة في مجتمع الاستخبارات من جهة وتجار منظمات الأسلحة من جهة أخرى، وعندما تبدأ آثار ذلك التحالف الشرير بتهديد أرواح الكثير من الأشخاص؛ يتدخل البطل (جوناثان باين) من أجل إعادة الأمور إلى نصابها السليم، وتتخذ الأحداث أماكن ومواقع مختلفة حول العالم منها منطقة البحر الكاريبي وشمال الكيبيك وأدغال نورييغا وبنما وغيرها، ويعتبر الكاتب لوكاريه من أفضل الأقلام التي تخصصت في كتابة روايات التخابر  والجاسوسية.

عندما سُئل أحد ضباط الاستخبارات عن ماهية العمل في الوكالات الدولية وكيف يبدو، أجاب بأن أقرب ما يمكن الإجابة عنه هو ما ورد في هذه الرواية، إذ تلتقط أحداثها الكثير مما يدور في أقبية مقرات الاستخبارات وطريقة عملهم من زراعة الدبلوماسيين والمخبرين الأجانب في مواقع حيوية، وكيفية الاتصال بين العناصر بشكل سري، بالإضافة إلى شيء من العاطفة اللاذعة للغاية، ولقد وصف النقاد الرواية بأنها صورة درامية مثيرة للانتباه لما يبدو عليه التجسس الحديث بشكله المعاصر، وتتميز بزخم الأحداث وكثرة التفاصيل من التآمر وأشكال الغدر والخيانة المختلفة والتحالفات والفوز والخسارة.

إقرأ أيضًا: فيلم Kingsman The Secret Service يعيد لأفلام الجاسوسية مكانتها الراقية

كان الكاتب كليفلاند يعمل كمحلل مالي في المخابرات قبل أن يتقاعد فيكتب هذه الرواية الشهيرة، وتدور أحداثها حول البطلة (فيفيان ميلر) التي تعمل كمحللة في وكالة الاستخبارات الأمريكية، ويتم تكليفها بالكشف عن وجود خلايا نائمة تابعة لروسيا، فتتوصل إلى ابتكار نظام ذكي يمكنها من كشف الجواسيس الروس، حتى أولئك الذين يختبئون خلف مظاهر الحياة العائلية البسيطة، وخلال عملها تتمكن من العثور على معلومات استخباراتية خطيرة للغاية، لكن المشكلة أن التقدم للأمام أصبح يهدد عائلتها وأطفالها، وبين تلك الخيارات المستحيلة التي فرضها الواقع الجديد تقع فيفيان أمام واجبها لوطنها، ومسؤوليتها أمام عائلتها، فماذا ستفعل؟.

هذه الرواية الجميلة أشبه بسرد تاريخي لما حدث للاتحاد السوفيتي قبل عامين من سقوطه، فالكاتب جوزيف فايندر كان يعمل كمحلل في الاستخبارات مما جعله يحمل الكثير من المعلومات عن عالم التخابر والجاسوسية، أما عن رواية نادي موسكو فتبدأ في فصل مشوق عندما يتم العثور على سائق أحد كبار المسؤولين مقتولًا في وسط شارع مهجور، وذلك لأنه كان يحمل شريطًا يدلل على وجود صراع خفي في مبنى الكرملين، فمن قتل السائق؟ وما هو مصير الشريط؟ وكيف أثر ذلك على العلاقات مع الدول الأخرى.

إقرأ أيضًا: أشهر أفلام تناولت صراع الحرب الباردة بين الشرق والغرب

الخلاصة

شهد النصف الثاني من القرن الماضي ولادة الكثير من الأعمال الأدبية الرفيعة في مجال الجاسوسية والتخابر، بل إن الملاحظ أن الكثير منها أصبح مقتبسًا بالأصل عن قصص حقيقية لا مجرد قصص تُروى من وحي خيال الكُتاب، ولقد تناول المقال مجموعة من أشهر الروايات العربية عن ذلك مثل رأفت الهجان، وصراع الجواسيس، وفيرتيجو وغيرها، إضافة إلى أشهر الأعمال الأجنبية ومنها مدير الليل، وجاسوس عادي، وأريد أن أعرف وغيرها.