من هو سيغموند فرويد - Sigmund Freud
ما لا تعرفه عن سيغموند فرويد
سيغموند فرويد هو طبيب أعصاب نمساوي اشتهر بتطوير نظريات التحليل النفسي وتقنياته. تأثَّر فرويد في بداية حياته العملية بأعمال جوزيف بروير، وكان يعتقد أن الاضطرابات العصبية تنشأ نتيجةً للصدمات الأليمة التي مر بها المريض في الماضي. قام فرويد بإجراء عديد من التجارب على نفسه وآخرين، منها استخدام الكوكايين للعلاج، لكنه توقف عن الترويج لفوائده العلاجية بعد انتشار حالات الإدمان والوفاة.
فرويد قام بإلقاء سلسلة من المحاضرات في الولايات المتحدة في عام 1909، مما ساهم في ازدياد شهرته. وقد استفاد من نظرية داروين وأعمال هلمهولتز في أبحاثه حول السلوك الإنساني والطاقة النفسية. رغم ميلاده في عائلة يهودية، أصبح فرويد ملحدًا فيما بعد. وتزوج مارثا برنايس وأنجب ستة أطفال، منهم آنا التي أصبحت محللة نفسية بارزة. يعد تأثير فرويد في مجال علم النفس هام، وبالرغم من ذلك فقد قوبلت أعماله بالانتقادات الحادة والثناء المبالغ.
السيرة الذاتية لـ سيغموند فرويد
اشتُهر طبيب الأعصاب سيغموند فرويد بتطويره لنظريات التحليل النفسي وطرقه، والتي تُعَد النواة لأساليب الطب النفسي الحديث التي تعتمد على تحدُّث المريض عن مشاكله دون أي عوائق. وقد ساهمت نظرياته وأبحاثه في علاج العديد من الأمراض النفسية، وفي تفسير سلوكيات المجتمعات والثقافات المتنوعة.
على الرغم من تكريس فرويد حياته من أجل الصحة النفسية للآخرين، فإنه لم يسلم من الوقوع ضحية لبعض الاضطرابات النفسية. فقد كان يعاني من رُهَاب السفر، وكان يُغْشَى عليه في حضور زملائه الموهوبين.
كان مُدمنًا للتبغ، إذ كان يُدَخِّن 25 إلى 30 سيجارًا في اليوم، مما أودى بحياته في نهاية المطاف. ومع أنه كان يُلَقَّب بطبيب المشاعر، إلا أنه اعترف بعدم قدرته على فهم النساء مطلقًا، وكان يُطْلِق عليهن اسم “القارة المُظلمة”. ولكن رغم كل نقائصه والانتقادات الجارحة التي تعرَّضت لها نظرياته المثيرة للجدل، ما تزال إسهاماته تحتل مكانة هامة في علم الطب النفسي حتى بعد وفاته.
بدايات سيغموند فرويد
طوَّر العالم سيغموند فرويد علم التحليل النفسي، وهو عبارة عن أسلوب يتّبعه المُحلل النفسي لاكتشاف الصراعات اللاشعورية لدى المريض بناءً على أحلامه وتخيلاته من خلال طريقة التداعي الحر (free associations).
كان فرويد قد سمَّى الأحلام: الطريق الذهبي إلى اللاوعي، وابتكر طريقة التداعي الحر لاستكشاف هذا الطريق، بأن يجعل المريض يسترسل في الحديث عن أحلامه ويُطلق العنان لأفكاره دون قيدٍ أو شرط. وقد طبَّق فرويد هذا الأسلوب على نفسه بعد وفاة والده، في محاولةٍ منه لعلاج العديد من الاضطرابات النفسية التي كان يُعاني منها.
تُعَدّ نظريات فرويد حول شهوات الأطفال ورغباتهم وغرورهم، والعديد من النظريات الأخرى، من أكثر المفاهيم العلمية تأثيرًا في القرن العشرين.
وُلِد سيغموند فرويد في السادس من أيار/ مايو، عام 1856، في بلدة فريبرغ بمقاطعة مورافيا التابعة آنذاك للإمبراطورية النمساوية، ولكنها الآن جزء من جمهورية التشيك. كانت أسرة فرويد تدين بالديانة اليهودية، لكنه أصبح مُلحدًا فيما بعد. عَمِل والده تاجرًا للصوف وكان يتصِّف بالنزعة الاستبدادية، بينما كانت والدته تمتاز بالعطف والحنان.
عندما بلغ فرويد أربعة أعوام، انتقلت عائلته إلى مدينة فيينا النمساوية، حيث نشأ وعَمِل لمعظم ما تبقى من عُمره.
في عام 1881، حصل فرويد على شهادته الجامعية في مجال الطب، وأعلن خطبته ثمَّ تزوَّج في العام التالي. أنجب ستة أبناء، أصغرهن آنا (Anna) والتي صارت فيما بعد مُحللة نفسية مُتَمَيّزة هي الأخرى.
الحياة الشخصية ل سيغموند فرويد
تزوج مارثا برنايس في عام 1886 وكان للزوجين ستة أطفال. أصبحت آنا، إحدى بناته، واحدةً من أعظم مؤيديه الذين ساعدوه على إجراء أبحاثه في سنواته الأخيرة. كما سارت على خطى والدها وأصبحت عالمةً نفسيةً بارزة. أما من حيث ديانة سيغموند فرويد ومعتقداته وطائفته الأصلية ، فقد ولد لعائلة يهودية
حقائق عن سيغموند فرويد
يُعتبر مؤسس مدرسة التحليل النفسي.
تحول فرويد إلى الطب نظرًا لأنه اعتقد أن ذلك هو الوسيلة للزواج بالمرأة التي أحبها.
كانت ابنته آنا طبيبة نفسية مشهورة حققت إنجازات كبيرة في هذا المجال.
أجرى أكثر من 30 عملًا جراحيًا لعلاج سرطان الفم.
أشهر أقوال سيغموند فرويد
وفاة سيغموند فرويد
في عام 1938، فَرَّ فرويد هاربًا من النمسا بعد الاحتلال النازي لها. وكان النازيون قد قاموا بإحراق جميع كتبه عام 1933، وحينها قال مُتهكمًا: "أيُّ تَقدُّمٍ قد أحرزناه؟! في العصور الوسطى كانوا سيقومون بإحراقي، أما الآن فهم راضون عن إحراق كتبي!".
مات فرويد مُنتحرًا بإنجلترا في 23 أيلول/ سبتمبر عام 1939 عن عُمرٍ يُناهز 83 عامًا، بعدما طلب من طبيبه جرعةً قاتلةً من المورفين نتيجةً لصراعه الطويل والأليم مع مرض سرطان الفم.
إنجازات سيغموند فرويد
بعد تخرجه، سُرعان ما أسس فرويد عيادته الخاصة لعلاج الاضطرابات النفسية المختلفة. حاول فرويد فهم مراحل المعرفة والخبرات الإنسانية، معتبرًا نفسه عالمًا قبل أن يكون طبيبًا.
في بداية حياته العملية، تأثَّر فرويد بشدة بأعمال صديقه وزميله النمساوي جوزيف بروير (Josef Breuer)، والذي اكتشف أنه عندما يتم تشجيع مريض هستيري على التحدُّث بدون عوائق عن بوادر ظهور الأعراض عليه، فإن الأعراض تتلاشى تدريجيًا في بعض الأحيان.
ومسترشدًا بصديقه بروير، افترض فرويد أن الاضطرابات العصبية تنشأ نتيجةً للصدمات الأليمة التي مر بها المريض في الماضي. فقد أعتقد أن الأحداث الأصلية يتم نسيانها وإخفائها عن العقل الواعي. واعتمد العلاج الذي ابتكره على تمكين المرضى من تذكُّر التجارب الأليمة وجلبها إلى العقل الواعي، وبهذه الطريقة يمكن مواجهتها ذهنيًا وعاطفيًا. ومن ثَمَّ يتحرر المريض من تجاربه الأليمة، ويتخلَّص من أعراض الاضطرابات العصبية الناتجة عنها. نشر فرويد وبروير نظرياتهم واكتشافاتهم في كتاب دراسات في الهستيريا (Studies in Hysteria) عام 1895.
اعتقد فرويد لبعض الوقت أن الكوكايين له فوائد علاجية، حيث كان يستخدمه أطباء الجيش الألماني آنذاك لتجديد طاقة القوات المنهكة.
قام فرويد بتجربة العقار على نفسه، فوجد أن عملية الهضم تتحسَّن وترتفع معنوياته بعد شرب الكوكايين مُذابًا في الماء. ثُمَّ قام بتوزيع العقار على أصدقائه ومعارفه، ومدح الفوائد العلاجية للكوكايين في ورقةٍ بحثية نشرها عام 1884 بعنوان: عن نبات الكُوْكَة، والتي اعتبرها قصيدة مديح في هذه المادة السحرية.
لكن عندما أعطى فرويد العقار لصديقه المقرب إرنست فون فلايشل ماركسو (Ernst von Fleischl-Marxow) في محاولةٍ منه لتخليصه من إدمان المورفين وتخفيف آلامه المزمنة، بدلًا من ذلك صار صديقه مُدمنًا للكوكايين. وسُرعان ما انتشرت أنباء عن وجود حالات إدمان أخرى وحالات وفاة ناتجة عن جرعات مفرطة من العقار السحري، فتوقَّف فرويد حينئذٍ عن الترويج لفوائد الكوكايين العلاجية ولكنه استمر في استخدامه شخصيًا بشكلٍ متقطع في علاج الصداع النصفي والاكتئاب حتى عام 1895.
بعد العديد من الأعمال المشتركة بينهما، أنهى بروير علاقته مع فرويد، لاعتراضه على إفراط فرويد في اعتبار أن الغريزة الجنسية هي السبب الأوحد للهستيريا، وعدم رغبته في اعتبار أي وجهات نظر أخرى. وعلى الرغم من ذلك فقد واصل فرويد أبحاثه وأصرَّ على افتراضاته، وبعد إجراء العديد من التحاليل النفسية نشر كتابه "تفسير الأحلام" في عام 1900. واتبعه في عام 1901 بكتاب "علم نفس الحياة اليومية". وعام 1905 نشر ثلاثة أبحاث في النظرية الجنسية. ولم تحظَ مؤلفات فرويد بأي تقدير إلا بعد مرور العديد من الأعوام؛ فقد شَعَرَ أغلب العلماء المعاصرين لفرويد، مثل بروير، بأن مبالغته في الاهتمام بالغريزة الجنسية كانت شيئًا مُشينًا.
وفي عام 1909، دُعي فرويد لإلقاء سلسلةٍ من المحاضرات في الولايات المتحدة الأمريكية. وقد ازدادت شهرته بشكل كبير بعد تلك المحاضرات، وبعدها نشر كتابه "خمس محاضرات في التحليل النفسي" عام 1916.
بلا شك لقد تأثَّرت العديد من نظريات فرويد بالاكتشافات العلمية في عصره، ومن ضمنها تلك حول الطاقة النفسية، وعقدة أوديب، وأهمية الأحلام. وبالتأكيد استفاد فرويد في أبحاثه عن السلوك الإنساني من نظرية داروين في فهم تطوَّر الجنس البشري. بالإضافة إلى مبدأ هلمهولتز، الذي ينصُّ على أن الطاقة في أي نظام فيزيائي ثابتة دومًا، والذي أفاد فرويد في أبحاثه العلمية عن العقل البشري.
لقد قوبلت أعمال فرويد بالثناء المبالغ إلى جانب الانتقادات الحادة، ولكن يبقى تأثير سيغموند فرويد هامًا في مجال علم النفس.
فيديوهات ووثائقيات عن سيغموند فرويد
آخر تحديث