كابوس النسيان في الامتحان.. طرق علمية تساعدك على استعادة الذاكرة واستحضار الجواب

كابوس النسيان في الامتحان
تيماء الشيخ حسن
تيماء الشيخ حسن

7 د

وصلت إلى قاعة الامتحان مستعداً للمواجهة، تبدو الأفكار متماسكة وسهلة، لكن عندما رأيت الأسئلة تبخرّت كلّ المعلومات التي درستها، وبدأتَ رحلة الكفاح مع الذاكرة، وكلما قاتلت أكثر شعرت أن ذهنك فارغ من كلّ شيء وأن تعيش كابوس النسيان في الامتحان.

لا بأس حتى لا تقع في هذا الفخّ وتنسى المعلومات والأجوبة خلال الاختبار، تعرف معنا في هذا المقال على أسباب هذه المشكلة ولنرى الخطوات التي يمكنك القيام بها من أجل أداء أفضل للذهن أثناء الامتحانات.


أسباب النسيان أو الفراغ الذهني أثناء الامتحان

النسيان في الامتحان

يسبب قلق الامتحانات العديد من الآثار السلبية على جميع الطلاب بغض النظر عن مرحلتهم الدراسية أو مدى تمكنهم مما درسوه.

ويعتبر نسيان الأجوبة والمعلومات وغيابها عن الذهن بما يعرف الفراغ الذهني، أحد أكثر المشاكل التي يعاني منها الطالب، فيشعر كأن المعلومات تمر عليه للمرة الأولى.

لنفهم ما يحدث عندما نشعر بالفراغ الذهني، يجب أن نعلم أن هناك ثلاث مناطق الدماغ تساعد على التذكر والحفظ والاستيعاب، فالوطاء مسؤولٌ عن نوع الهرمونات وكميتها التي تتدفق في جميع أنحاء الجسم.

أما قرن آمون فله دورٌ مهمٌ في استرجاع الحقائق والمفاهيم، كأنه بابٌ للذاكرة تمرّ عبره المعلومات لتدخل الدماغ.

الثالث هو قشرة الفص الجبهي التي تتحكم وتسيطر على الذاكرة العاملة، كالقدرة على الاحتفاظ بالمعلومات ومعالجتها والتحكم في الانفعالات واتخاذ القرار.

فعندما تدخل الاختبار وأنت في حالة لا يمكن التنبؤ بها إلى حدٍّ ما، فإنك تدخل في علم الإدراك الساخن الذي يعمل عند الاستجابة للتهديدات الواضحة أو المواقف الشديدة التوتر.

عند الكشف عن التهديد فإنّ ما تحت المهاد يفرز هرمونات التوتر الرئيسية ما يزيل الذاكرة العاملة.

فضلاً عن تعطيل أنماط التفكير النشط في الوطاء. كلّ ذلك يعمل على إعاقة القدرة على الوصول إلى الذكريات القديمة ويشّوه تصور وتخزين الذكريات الجديدة.

باختصار، فإن الجسم يفسّر الاختبار على أنّه تهديد ويبدأ بالاستجابة لهذا الضغط فتتعطل آليات التذكر او الاسترجاع وكلّ ذلك يسبب فراغاً ذهنياً يجعل الإجابة على أسئلة الامتحان أمراً صعباً.


خطوات خلال الامتحان تجنبك النسيان والفراغ الذهني


القبول

عندما تشعر خلال امتحانك أن ذهنك فارغٌ تماماً، وبأنك قد نسيت كلّ ما قرأته قبل الامتحان، وكلّ محاولاتك لدفع نفسك للتذكر واستعادة المعلومات لم تجدِ نفعاً بل لها تأثيرٌ معاكس وستجعل الأمر يبدو أكثر تعقيداً وإرهاقاً، فإنّ أولّ شيء عليك القيام به عندما تواجه هذه المشكلة أن تقبلها وتعترف بها. أن تتصالح مع فكرة الراحة والاسترخاء لمدة خمس دقائق خلال الامتحان دون التفكير بالوقت الضائع.

السبب في ذلك أنّك إذا حاولت المتابعة بهذه الحالة، فستتعب أكثر وقد تخسر جميع الأسئلة التي بقيت. دع الأولوية الأولى هي تهدئة نفسك لتعود وتركز على الأسئلة بذهنٍ صافٍ.


التأمل خلال الامتحان فكرة لطيفة لاستعادة الأفكار

النسيان في الامتجان : التأمل

عندما يتعلق الأمر بتهدئة نفسك عند النسيان أثناء الامتحان فإنّ التأمل هو أحد أفضل الأساليب. الأمر بسيطٌ جداً وأنت في مكانك وورقة الامتحان أمامك، لا تجعلها تسيطر عليك وعلى أفكارك.

أغمض عينيك قليلاً ثمّ راقب أنفاسك واستنشق الهواء لمدة ثلاث ثوانٍ، ثم قم بالزفير أيضاً لمدة ثلاثِ ثوانٍ وخذ نفساً عميقاً لعدة مرات كما فعلت.

فبحسب الدراسات، يعمل التنفس المنتظم على تنظيم الجهاز العصبي السمبثاوي الذي يتحكم بالقلق والتوتر.

ستساعدك هذه الطريقة مع التنفس العميق على خفض معدل ضربات القلب وتقليل التوتر. فالتوتر يتغلّب على جميع محاولات التفكير والتذكر، ويعطّل عمل قشرة الفصّ الجبهي.

كما تشير الدراسات إلى أنّ شعور التوتر والقلق يخفّض معدّل الذكاء والأداء المعرفي بنسبة 30% وهذا هو السبب الذي يجعلك تنسى الكثير من الأفكار خلال الامتحان، وبالتالي فإنّ أخذ عدة ثوانٍ للتأمل قد يفيد في استعادة التركيز والإجابات المنسية.

هدئ نفسك دون الحاجة إلى التفكير في حقيقة أنك متوتر حقاً،


الحديث الذاتي

إن كنت تواجه مشاكل النسيان أثناء الامتحان فما عليك إلا ممارسة الحديث الذاتي، وهو ذاك الصوت الخفيّ في رأسك الذي يخبرك بأشياء كثيرة.

ربما أثناء الامتحان قد تسمعه ينادي بأنك لن تتجاوز هذا الاختبار ولن تنجح به. الحقيقة أنّه صوتٌ محبطٌ جداً لا يدعم صاحبه أبداً ولن يساعدك على التغلب على النسيان أثناء امتحانك.

الصوت الذي تحتاجه، هو ذاك الفعّال في تحفيزك ودعمك وهو ما تحتاجه حقّاً في هذه اللحظات، اقمع الصوت الأول ولا تنصت إليه، وأنصت إلى الجزء الذي يخبرك بأنك قادرٌ على تجاوز هذه الصعاب وأنك ستتذكر كلّ شيء.

مع التأمل والتنفس والتركيز ستُمنح فرصة الحصول على الوعي الذاتي حول ماهيّة حديثك الداخلي، وسيساهم ذلك في التغلب على النسيان ويعيد ذاكرة الإجابة عن أسئلة الامتحان.


الماء ينشط الذاكرة خلال الامتحان

النسيان في الامتحان

لا تستهن عزيزي الطالب بأهمية شرب الماء أثناء امتحانك، ولحسن الحظ أنّ هذا الأمر مسموحٌ في قاعات الامتحانات.

لذلك، حتى تبعد عنك حالة السهو والنسيان وهروب الأجوبة من بين يديك خذ رشفةً من الماء لتنشط ذهنك وتملأ الفراغ العقلي الذي قد تشعر به.

على الرغم من بساطة هذا الأمر إلا أنّه عاملٌ مهم في استعادة الذاكرة.


الحثّ الذاتي

الخطوة التي يمكنك القيام بها بعد تطبيق كلّ ما سبق، هي أن تساهم في استعادة الإجابة الهاربة من رهبة الامتحانات.

التقط ورقةً الامتحان مرة أخرى وابدأ النقر عليها وتابعها كلمة كلمة، وذلك بهدف العثور على شيء تتذكره. الهدف هنا هو القيام بإنشاء نقطة انطلاق لاختراق الكتلة الذهنية والبدء بانفتاح الذاكرة مرة أخرى.

إنّ أبسط ما يمكنك القيام به هو قلب الورقة للعثور شيءٍ ما يربط أفكارك ببعضها ويجذب سلسلة المعلومات التي غابت عن ذهنك.

وإن أكملت فكرةً تعرفها فهذا سيعينك على الاسترخاء وبناء ثقتك بنفسك وفتح قدرتك على التفكير بوضوح خلال الامتحان.


أجب على سؤالٍ مختلف

إن وجدت نفسك عالقاً في الإجابة على سؤالٍ معيّن، فعليك تخطيه والانتقال إلى سؤالٍ مختلف.

حتى وعند الاستمرار بالإجابة لا تفكر به ولا تصغِ للصوت الذي يقول إنك لم تجب على سؤال مهم وذلك سيؤثر على علاماتك.

تابع خطوةً خطوة، وإن كنت من الفئة التي تفضّل عدم الاطلاع على جميع الأسئلة دفعةً واحدة، فلا ضير في ذلك، يمكنك عدم النظر إلى كلّ ورقة الإجابة حتى لا تخلط بين جميع المعلومات. هذا الأمر قد يساعدك على ترتيب معلوماتك بطريقة سليمة.


ضع خطة

أهم الأمور التي يمكن فعلها لمواجهة النسيان وهروب الأفكار أثناء الامتحان، هو الاستعداد التام لهذه اللحظات ووضع خططٍ مناسبة لكيفية التعامل مع الأمر قبل حدوثه. وبذلك ستكون معززاً بالثقة والثبات للتعامل مع هذا الفراغ العقلي الذي قد يصيبك أثناء امتحانك.

ما عليك الآن إلا تدوين الخطوات التي ستقوم بها في حال واجهتك هذه المشاكل في الاختبارات.


خطوات ما قبل الامتحان تجنبك النسيان أثناءه


أجرِ امتحاناً تجريبياً قبل الامتحان بيوم

إنّ القيام بامتحانٍ تجريبيّ من خلال حلّ ما سبقَ من أسئلة امتحانية أمرٌ مهمٌ جداً ويعتبر طريقةً مفيدة أكثر من مجرد القراءة وصفّ المعلومات في ظلّ توتر ما قبل الامتحان. فهذه الطريقة تعيد تفكيرك بالأسئلة المنطقية المحتملة التي ربما تتطابق مع أسئلة امتحانك في اليوم التالي. كما أنّ هذه الطريقة تساعدك على اكتشاف الثغرات وسدّها قبل موعد الامتحان.


خذ قسطاً كافياً من الراحة في الليلة السابقة للامتحان

النسيان في الامتحان

تعتبر الراحة الجسدية في الليلة التي تسبق الامتحان أمراً ضرورياً قبل كلّ امتحان، فعندما تكون محروماً من النوم فإنّ عقلك سيكافح بصعوبة لاستدعاء المعلومات وتوصيلها بسهولة وهذا الأمر قد يسبب لك مشاكل النسيان أثناء الامتحان.

مهما كانت رغبتك بالسهر والمراجعة حتى ساعات الصباح الأولى فإنّ النوم سيكون أكثر فائدة.


تناول وجبةً خفيفة قبل الامتحان

في كثيرٍ من الأحيان قد يتسبب الجوع أثناء الامتحان بانخفاض مستويات السكر في الدم، وبالتالي ستشعر بالتوتر والغضب والضباب العقلي. لذلك، حاول إصلاح هذا الأمر مسبقاً وتناول قبل امتحانك وجباتٍ خفيفة ذات سعراتٍ حرارية عالية.

من الخيارات المناسبة للوجبات الخفيفة التي تمدك بالنشاط واليقظة قبل الامتحان الشوكولا الداكنة والمكسرات والبذور، أما الكافيين فقد يجعلك تتوتر أكثر لذلك من الجيد التخلي عنه أثناء الامتحان.


حافظ على معنوياتك الإيجابية

الأمر الأكثر أهميةً الذي يعينك على إحراز نتائج جيّدة هو الهدوء والتفاؤل والثقة، لا تولِ النتائج أي أهمية، أنت مسؤولٌ عن السعي ولست مسؤولاً عن النتيجة، فقد عملت ما يترتب عليك ودرست وتعبت والآن حان موعد الاستحقاق. حافظ على هدوئك وثق بقدراتك.


هل فشلت في التذكر؟ لا بأس.

الأمر بسيطٌ جداً لا تيأس إن لم تستطع تذّكر ما درسته؛ فاليأس ذريعة النفس للتوقف عن المحاولة.

أما الواقع فيقول إنّه مجرد اختبارٍ واحد في مسيرتك التعليمية وليس نهاية العالم. وأنا أدرك ومن خلال تجربتي الخاصة أنّ البحث في الخيارات الأخرى وإعادة ترتيب الأفكار أمرٌ مساعدٌ على تجاوز هذه المرحلة.

قد فعلت كلّ ما يمكنك فعله وليس بوسعك القيام بشيءٍ آخر، فلا تأخذ هذا الفشل على محملٍ شخصيّ وتذكر أنها مجرد تجربة يمكن استخدامها كوسيلة تحسين في الاختبارات المستقبلية.

فكّر جيّداً في خطأك وكيف يمكنك تجاوزه بطريقة مختلفة في الامتحان القادم. بمجرّد أن ينتهي الاختبار، فلا يوجد شيء يمكنك فعله إلا التفكير بطريقة التحسين في المرة القادمة.

ذو صلة

وأخيراً فإن الدراسة بحبّ أهم الأساليب لتحقيق أكبر قدرٍ من الاستفادة من المعارف وتوظيفها في الامتحان وفي الحياة العملية، ومع بعض الخطوات المتقنة سيكون التذّكر ميسراً ونتائجه كما تشاء وترغب.

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

ذو صلة