أبقراط

طبيبٌ وفيلسوفٌ يوناني، صاحب لقب أبو الطب الحديث، توصل لنظرياتٍ طبيةٍ خاصةٍ به، أصبحت أساسًا لكثيرٍ من الدراسات الحديثة.

أبقراط طبيبٌ وفيلسوفٌ وكاتبٌ يوناني، عُرف بأبو الطب الحديث، وذلك لاستخدامه أسلوبًا منهجيًا تجريبيًا. افتتح مدرسةً للطب في كوس، وطرح نظريته في الطب والتي كانت مختلفة بشكلٍ جذريٍ عما كان سائدًا بتلك الحقبة؛ فقد ربط الحالة الصحية للمريض وبين البيئة من خلال تأثيرها على ما يحدث داخل جسم الإنسان.

استُخدم إرث أبقراط كمرجعٍ رئيسيٍ في جميع أنحاء أوروبا، بالإضافة لاستخدام كتبه كأحد المراجع المهمة خلال فترة الحضارة الإسلامية، كما يُحسب لأبقراط من الناحية الطبية العلمية قيامه بفصل الطب عن الفلسفة وعن الخرافات الدينية السائدة بتلك الفترة، حيث يعتمد في علاجه على الفحص الدقيق للمريض.

وُلد أبقراط ابن إقليدس ابن أبقراط في جزيرة كوس اليونانية وهي من مجموعة جزر الدوديكانيسيا في عام 460 قبل الميلاد. عاش فترة مديدة من الزمن بما يقارب 95 سنة، تقول بعض المصادر أنه درس لدى هيروديكوس وغورغياس وديموقريطوس، بينما مصادر أخرى تقول أنه درس الطب على يد والده وجده، فيما بعد بدأ بتعليم علوم الطب إلى عددٍ من الطلاب.

لا تتوفر معلومات حول الحياة الشخصية لأبقراط.

كان تعليم علوم الطب قبل زمن أبقراط شفهيًا، وإن تم تدوينه فإنه يدون على شكل ألغاز لا أحد يعرف معناها سوى من يمارس المهنة، إلا أن أبقراط أول من دون كتب الطب بعيدًا عن الرمزية والألغاز.

تحدثت المدارس الطبية القديمة عن أن أبقراط يُعد مصدرًا لعقائدهم العلمية والأخلاقية.

ظل أبقراط إلى يومنا هذا نموذجًا يُحتذى به للجوانب الأخلاقية والإنسانية في مهنة طب.

في عام 377 قبل الميلاد، تُوفي أبقراط في لاريسا في اليونان القديمة عن عمرٍ يناهز 95 عام.

بعد أن تعلم أبقراط الطب بدأ هو بتعليم الطب لعددٍ من التلاميذ، وكان يأخذ الميثاق منهم في أن يراعوا حقوق الطب وأن لا يعلموا أحد إلا بعد أخذ العهد والميثاق عليه، وعرف هذا العهد فيما بعد بقَسَم أبقراط، كانت مهنة الطب قبل أبقراط مهنةً تورث من الآباء إلى الأبناء ومن ثم الأحفاد.

يعد أبقراط أول من دون الطب بكتبٍ ومخطوطات، فقد دون بعضها بطريقة رمزية وبعضها بطريقة الإيجاز والشرح. وتقول بعض المصادر أنه ألّف ما بين ثلاثين وستين كتابًا، ومنها كتاب "الأجنة"، وكتاب "الأهوية ومياه والبلدان"، وكتاب "طبيعة الإنسان"، وكتاب "الفصول" وغيرها.

لقد كان أبقراط أول من فصل الطب عن الفلسفة والخرافة الدينية، التي كانت سائدة بتلك الفترة بأن إله الشفاء إسكليبيوس هو الوحيد القادر على الشفاء.

يعتبر أبقراط أول من طرح فكرة تناول الدواء لعلاج الأمراض، بالإضافة لطرحه فكرة أهمية النظام الغذائي والتمارين الرياضية لصحة جسم الإنسان، لقد استطاع أبقراط أن يترك للبشرية إرثًا ضخمًا من العلوم، التي كانت سابقةً لعصره تلك الفترة، وقد جُمع إرثه الطبي حوالي القرن الثالث قبل الميلاد، ومن ثم أصبح هذا الإرث مرجعًا رئيسيًا للأطباء في الغرب والشرق.

تقول بعض المصادر أن مجموعة الوثائق التي يُطلق عليها كوربوس هيبوقراطوم والتي تضم أكثر من ستين كتابًا وتحتوي محاضرات وأبحاث وموضوعات متعلقة بعلم التشريح وعلم وظائف الأعضاء وعلوم طبية أخرى والصيدلة والتغذية وأخلاقيات مهنة الطب، هي كل ما أنتجه أبقراط خلال فترة حياته.

ومن نظريات أبقراط في الطب هي نظرية السوائل الأربعة، وهي تتحدث عن السوائل الموجودة في جسم الإنسان، كصفراء الكبد والسوداء التي يفرزها الكبد، والدم والبلغم، وهذه السوائل هي الي تحدد الصحة الجسدية والعقلية للإنسان، ولم تخلُ هذه النظرية من تأثير الفلسفة.

كما تكلم أبقراط عن نقل المرض بالعدوى مثل الجرب والرمد والسل، وشرح الغدة النكافية، وحمى الثلث، وحمى النفاس، والالتهاب الرئوي، والصرع، وفسّر سبب تقيح الجروح. وله دورٌ في تأكيد نظافة اليدين وغرفة العمليات وأدواتها، كما شرح عددًا من الأمراض سميت باسمه مثل الأصابع الأبقراطية وهو عبارة عن تشوه بالأصابع، والسحنة الأبقراطية؛ وعُرف أبقراط بفحصه الدقيق للمريض بالجس، وسؤاله عن أكله وفحص المكان الذي يعيش فيه.

وضع أبقراط قانونًا أخلاقيًا قديمًا توجب على الأطباء التقيد فيه، وأصبح هذا القانون يُعرف بقَسَم أبقراط المُعتمد في كليات الطب بصورته المحدثة، بأن تطلب من خريجي كليات الطب قراءة القَسَم كعهدٍ للتمسك بالقيم الأخلاقية أثناء ممارسة مهنة الطب.