الخديوي إسماعيل
ما لا تعرفه عن اسماعيل باشا
الخديوي إسماعيل والمعروف بـ اسماعيل باشا أحد حكام مصر من الأسرة العلوية خلال فترة الانتداب العثماني. يعتبره الكثيرون المؤسس الثاني للدولة المصرية الحديثة.
السيرة الذاتية لـ اسماعيل باشا
الخديوي إسماعيل هو ابن إبراهيم بن محمد علي باشا، والحاكم الخامس لدولة مصر من الأسرة العلوية.
استلم مقاليد الحكم بعد وفاة محمد سعيد باشا عام 1863، عندها قرر متابعة ما كان قد سار عليه جده محمد علي باشا بالرغم من وجود الوصاية العثمانية على البلاد.
كانت فترة حكمه حافلة بالإنجازات على مختلف الأصعدة السياسية والاقتصادية والقضائية والعمرانية والتقليدية.
لكن وكحال معظم الدول العربية آنذاك برزت مطامع قطبي الاستعمار العالميين في ذلك الوقت من فرنسا وبريطانيا، اللتان استغلتا المشاكل والأزمات المالية التي عانت منها مصر في ظل الخديوي إسماعيل، لتبرير الضغوط والحيل لاستمالته إلى أحد الطرفين.
في ظل كل هذه الظروف ومع استمرار الضغوطات الفرنسية والإنجليزية على السلطان العثماني عبد الحميد الثاني، رضخ الأخير إلى مطالب هاتين الدولتين وأصدر قراراً بعزل الخديوي إسماعيل من منصبه عام 1879، دفعه إلى ذلك المخاوف من ميول الخديوي نحو المطالبة بالاستقلال.
بعد إقالته انتقل الخديوي إسماعيل إلى إيطاليا وأقام فيها فترة قبل أن يذهب إلى إسطنبول، حيث توفي فيها.
اقرأ أيضًا في أراجيك: رفعت إسماعيل بطل ما وراء الطبيعة: .. حديث عن أظرف شيوخ الأرض وأذكاهم.
بدايات اسماعيل باشا
وُلد اسماعيل إبراهيم محمد علي باشا المعروف بالخديوي اسماعيل في 13 ديسمبر 1830 في القاهرة عاصمة مصر. وترعرع في كنف إحدى الأسر العلوية التي حكمت مصر، فمن لم يسمع عن جده محمد علي باشا وما قدمه لمصر خلال فترة حكمه، إلى جانب شقيقه.
تلقى اسماعيل تعليمه في مدارس باريس وعُيّن خلال بدايات حياته كرئيس لعدد من البعثات الدبلوماسية في أوروبا، كما أرسله الملك سعيد باشا إلى السودان على رأس جيش لإرساء الاستقرار فيه.
في عام 1863 توفي الملك سعيد باشا، وأصبح اسماعيل الوريث الشرعي خاصة بعد أن توفي أخوه الأكبر، الأمر الذي لم يمانعه السلطان العثماني فأصدر قراراً بتسميته خديوي ومنحه سلطات خاصة.
الحياة الشخصية ل اسماعيل باشا
عُرف عن الخديوي اسماعيل زيجاته الكثيرة التي يقال ووفقاً لعدد من المراجع أنها تجاوزت الخمسة عشر، يُذكر من زوجاته: شفق نور التي أنجبت له الخديوي توفيق، نور فلك وأنجبت له السلطان حسين كامل.
أما فريال هانم فكان ابنها الملك فؤاد الأول؛ يذكر أيضاً صافيناز وملك وجانانيار وجهان شاه وشهرت فزا وجهان قادين وغيرهن.
حقائق عن اسماعيل باشا
أُصيب الخديوي اسماعيل في بداية حياته بمرض الرمد الصديدي فأرسله والده إلى فيينا لتلقي العلاج المناسب.
حصل خلاف بين الخديوي اسماعيل وإخوته وابن عمه عباس حول كيفية تقاسم ميراث جدهم محمد علي باشا.
كما أصدر السلطان عبد الحميد الثاني قرار عزل الخديوي اسماعيل وأرسله إلى مصر عن طريق التلغراف.
في عام 1938 أعلن الملك فاروق عن إقامة تمثال للخديوي اسماعيل ووضعه في ميدان النسبة قبل أن يُنقل إلى ميدان الخديوي اسماعيل في مدينة الإسكندرية.
وفاة اسماعيل باشا
بعد عزل الخديوي اسماعيل ونفيه إلى إيطاليا، قضى معظم حياته يتنقل بين المدن والدول في قارة أوروبا وأحلام العودة إلى حكم مصر تداعب مخيلته. حتى استقر به الأمر في الأستانة في تركيا.
وفي 2 مارس/ آذار 1895 وعن عمر ناهز 65 عاماً أعلن عن وفاة الخديوي اسماعيل أحد مؤسسي مصر الحديثة، لينتقل جثمانه إلى مصر ويدفن في عاصمتها القاهرة.
إنجازات اسماعيل باشا
تذخر فترة حكم الخديوي اسماعيل لمصر التي دامت 16 عاماً بالإنجازات الهامة في مختلف المجالات، لذلك ومن جهة نظر الكثيرين استحق لقب مؤسس مصر الثاني بعد جده محمد علي باشا. ومنذ أن كان نائبًا للملك أدار المفاوضات الخاصة بقناة السويس فكان حفل تدشين القناة عام 1869.
أما عن الإنجازات التي تمت في عهد الخديوي اسماعيل يمكن اختصارها بما يلي:
أصبح في عهده مجلس الشورى يدعى مجلس شورى النواب. وأعاد تنظيم البلاد إدارياً، إضافة لإيجاد المجالس المحلية. كما ألغى المحاكم القنصلية وأحل محلها المحاكم المختلطة. ويعود إنشاء عدد من أهم القصور إلى عهد الخديوي إسماعيل. أيضاً تم بناء كوبري قصر النيل في عهده، وإنشاء شبكة الخطوط الحديدية.
في عهده تم حفر كل من ترعتي الإبراهيمية والإسماعيلية، وإقامة العديد من المعامل لمختلف الصناعات، وإنشاء مينائي السويس والإسكندرية. لكن شهدت مصر أزمة مالية في عهد الخديوي اسماعيل.
في خضم كل تلك الإنجازات على كافة الأصعدة التي قام بها الخديوي اسماعيل، كان لابد من ظهور بوادر أزمة مالية في مصر، والتي زادت مع زيادة المشاريع في مختلف المجالات، حيث يذكر أن الدَين القومي لمصر قد ارتفع خلال حكمه لما يزيد عن 100 مليون جنيه إسترليني.
ولما كان معظم التمويل الحاصل عليه من جهات أجنبية، ازدادت الضغوط على غسماعيل لتضاف إلى الضغوط السياسية التي سرعت في نهاية حكمه.
تجلت أهم الضغوط السياسية الخارجية في مطامع كل من فرنسا وبريطانيا ومحاولة فرض السيطرة إن لم نقل استعمار بلد عظيم مثل مصر، حيث بدأ السباق بين هاتين الدولتين في استمالة الخديوي اسماعيل ومحاولة التأثير عليه بشتى الوسائل.
فتحت الأزمة المالية التي كانت تمر بها البلاد الأبواب أمام كل من فرنسا وبريطانيا لتتغلغل بين حاشية الخديوي والوصول إلى الأشخاص المقربين منه، وذلك في محاولة التأثير عليه.
أوفدت إنجلترا بعثة كييف وذلك لتقديم المشورة المالية إلى الحكومة فيها واقتراح الحلول للنهوض فيها، لتسارع فرنسا بحركة مماثلة بإرسال السيد فييه الذي معه حلولاً ومقترحات حازت على إعجاب الخديوي.
وصلت الأنباء إلى الحكومة البريطانية بأن الخديوي اسماعيل أقرب إلى اعتماد توصيات اللجنة الفرنسية، فما كان منها إلا أن هددته بنشر تفاصيل الملف المالي المصري على عامة الشعب بحيث يظهر مدى الأزمة المالية وضعف تعامل الخديوي معها، الأمر الذي شكل ضربة قوية لحكمه.
في ظل التنافس بين أعظم قوتين استعماريتين فرنسا وإنجلترا على السيطرة على مصر ووضعها تحت وصايتها، مستغلين ضعف حكم الخديوي اسماعيل الذي سمح لهما بالتدخل وكان بمثابة الذريعة لذلك؛ شعر السلطان العثماني عبد الحميد الثاني بمدى خطورة الوضع في مصر وعجز الخديوي عن إدارة شؤون البلاد والنهوض بها من جديد.
وبدافع مخاوفه من الأفكار الاستقلالية للخديوي تضاف إليها ضغوط فرنسا وانجلترا في هذا الاتجاه، اتخذ السلطان العثماني عبد الحميد قراراً بعزل الخديوي إسماعيل عن سدة الحكم في 26 حزيران/ يونيو 1879 ونفيه خارج البلاد إلى إيطاليا.
فيديوهات ووثائقيات عن اسماعيل باشا
آخر تحديث