ألبرت هوفمان

ألبرت هوفمان عالم الكيمياء السويسري الذي اهتمَّ بالطبيعة واستخلص العديد من العقاقير الطبية المفيدة وأهمها ثنائي إيتيل أميد حمض الليسرجيك LSD.

ألبرت هوفمان العالم السويسري الذي كان مسحورًا بالطبيعة، مما دفعه إلى العمل في الكيمياء للبحث عن إجابات لتساؤلاته. عمل في مختبرات ساندوز حيث قام بأبحاثه العملية وأنجز الكثير من الأعمال الناجحة مع نباتات مختلفة واستخلص منها مواد مفيدة.

أصبح مشهوراً جدًا كونه أول شخص يُنتج مركب ثنائي إيتيل أميد حمض الليسرجيك LSD، بالإضافة لكونه أول من يجربه ويكتشف تأثيراته المهلوسة. كان مرتبطًا بقوة بالطبيعة واقترح أنًّ المركب LSD يمكن استخدامه لزيادة الوعي حول مكانة البشرية في الطبيعة بالإضافة إلى فوائده بالطب النفسي. وقد شعر بخيبة أمل من سوء استخدامه كعقار للتسلية.

بالإضافة إلى إجراء تجاربه العلمية فقد ألّف هوفمان العديد من الكتب وكتب أيضًا أكثر من مئة مقال علمي. في عام 2007 ظهر في قائمة أعظم مئة عبقري على قيد الحياة التي تنشرها مجلة ديلي تلغراف. تعرف على السيرة الذاتية الإنجازات والحكم والأقوال وكل المعلومات التي تحتاجها عن ألبرت هوفمان.

ولد ألبرت هوفمان في 11 يناير من عام 1906 في بادن بسويسريا. كان الأكبر بين أربعة أطفال، كان والده صانعًا فقيرًا في مصنع وعاش في شقة مستأجرة. في طفولته كان يمضي أغلب وقته في الهواء الطلق ونشأ بعلاقة قوية جدًا مع الطبيعة.

كان لديه تجارب مثيرة في طفولته حيث كانت الطبيعة تتغير بطرق سحرية لم يكن يفهمها. هذه التجارب حرّضت الأسئلة في ذهنه وكانت الكيمياء هي المجال العلمي الذي سمح له بفهمها.

درس الكيمياء في جامعة زيورخ وكان اهتمامه الرئيسي هو كيمياء النباتات والحيوانات. في الثالثة والعشرين من عمره حصل على شهادة الدكتوراه بدرجة امتياز.

تزوج ألبرت هوفمان من أنيتا وأنجب الزوجان أربعة أطفال. توفيت زوجته في عام 2007 كما توفي أحد أولاده أيضًا.

بعد تقاعده أصبح هوفمان أحد أعضاء لجنة جائزة نوبل. |في عام 1969 حصل هوفمان على لقب الدكتوراه الفخرية من المعهد الفدرالي للتكنولوجيا في زيورخ. |في عام 2007 تشارك مع تيم بيرنرز لي المركز الأول في قائمة أعظم 100 عبقري على قيد الحياة التي تنشرها مجلة ديلي تلغراف. |هوفمان هو أول شخص يُنتج ويجرب ويكتشف التأثيرات المخدرة لمركب ثنائي إيتيل أميد حمض الليسرجيك LSD.

توفي ألبرت هوفمان في 29 أبريل من عام 2008 بسبب نوبة قلبية، عن عمر يناهز 102 سنة.

عمل ألبرت هوفمان مع مختبرات شركة ساندوز الصيدلانية حيث كان منجذبًا إلى برامجهم في انتاج المركبات الدوائية من النباتات الطبية المهمة.

في 16 نوفمبر من عام 1938 صنع لأول مرة مركب LSD بهدف الحصول على منشط للدورة الدموية والجهاز التنفسي، وبقي هذا البحث مهملًا لمدة خمس سنوات.

تعثرَّ مرة ثانية بمركب LSD عندما كان يعمل على فطر الإرغوت في 16 نيسان من عام 1943، وبدون قصده تناول مقدار ضئيل من المركب وتعرّف على تأثيراته القوية.

في 19 أبريل من عام 1943 تعمّد ابتلاع جرعة من ثنائي إيتيل أميد حمض الليسيرجيك وتحت تأثيراته المخدرة التي غمرته ركب دراجته. يُذكر ذلك اليوم من قبل محبي مركب LSD باسم يوم الدراجة.

في عام 1958 اكتشف هوفمان مركب الإيتاسيتين وهو التريبتامين المُسكر. بعد ذلك أصبح مدير قسم المنتجات الطبيعية في مختبرات شركة ساندوز. كما تابع دراسة المواد المهلوسة الموجودة في الفطر المكسيكي والنباتات الأخرى، واستخلص مركب السيلوسيبين وهو المادة الفعالة في العديد من أنواع الفطريات التي تملك تأثيرًا مهلوسًا.

اهتمَّ أيضًا ببذور نبات اللبلاب المكسيكي ووجد أنَّ المركب النشيط فيه هو حمض الليسيرجيك أميد LSA ويُسمى الأرجين، الذي يملك تشابه واضح مع مركب LSD.

كما استخلص هوفمان عقارات أخرى مهمة مثل الميتيل إرجومترين الذي يُسمى methergine والمستخدم لمعالجة النزف ما بعد الولادة الذي كان السبب الرئيسي لوفاة الأمهات.

في عام 1962 ذهب إلى المكسيك برفقة زوجته أنيتا هوفمان بهدف البحث عن نبات سالفيا ديفينورم لتحديد المادة الفعالة فيه. بالرغم من ذلك لم يتمكن من معرفتها في ذلك الوقت، ولكن في وقت لاحق تمَّ تعريفها باسم diterpenoid salvinorin A.

في عام 1963 حضر المؤتمر السنوي للأكاديمية العالمية للفنون والعلوم WAAS في ستوكهولم. كما شارك في مؤتمر Worlds of Consciousness لعام 1969 الذي أقيم في هايدلبرغ في ألمانيا.

استمرَّ بالعمل مع مختبرات شركة ساندوز كرئيس قسم الأبحاث للأدوية الطبيعية حتى تقاعده في عام 1971.

بعد تقاعده ألَّف ألبرت هوفمان عدة كتب من دراساته للنباتات والمواد الكيميائية منها Plants of the Gods وLSD My Problem Child في عام 1979، Insight Outlook في عام 1985، The Physics of Synchrotron Radiation في عام 2004، وكتابه الأخير Hofmann's Elixir LSD and the New Eleusis في عام 2008.

ظهر هوفمان في مقابلة قبل بلوغه المئة عام حيث وصف مركب LSD بدواء الروح، وكان يشعر بخيبة أمل لأنّ اكتشافه محظور عالميًا مع العلم أنه كان ناجحاً جدًا في علم التحليل النفسي. ورغم ذلك فقد اعترف أنَّ العقار يمكن أن يكون خطيراً جدًا إذا استخدم بطريقة خاطئة، خصوصًا إذا أُعطي دون إشراف الطبيب لشخص يستخدمه للمرة الأولى.